واختلف الأوائل في تسميتها بسورة البقرة ، أو السورة الّتي يذكر فيها البقرة.
[٢ / ٥] أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن جامع بن شدّاد قال : كنّا في غزاة فيها عبد الرحمان بن يزيد ففشا في الناس أنّ ناسا يكرهون أن يقولوا سورة البقرة ، وآل عمران ، حتّى يقولوا : السورة الّتي يذكر فيها البقرة ، والسورة الّتي يذكر فيها آل عمران. فقال عبد الرحمان : إنّي أسمع عبد الله بن مسعود إذا استبطن الوادي فجعل الجمرة على حاجبه الأيمن ، ثمّ استقبل الكعبة فرماها بسبع حصيات ، يكبّر مع كلّ حصاة ، فلمّا فرغ قال : من هاهنا ـ والّذي لا إله غيره ـ رمى الّذي أنزلت عليه سورة البقرة (١).
[٢ / ٦] وأخرج ابن الضريس والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تقولوا سورة البقرة ، ولا سورة آل عمران ، ولا سورة النساء ، وكذلك القرآن كلّه ولكن قولوا : السورة الّتي يذكر فيها البقرة ، والسورة الّتي يذكر فيها آل عمران ، وكذلك القرآن كلّه» (٢).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٤٦ ؛ المصنّف ٤ : ٣٤٤ / ١ ، كتاب الحجّ ، باب ٢٠٢ (ما يقول إذا رمى جمرة العقبة) بلفظ : «... عن محمّد بن عبد الرحمان بن يزيد عن أبيه قال : أفضت مع عبد الله فرمى سبع حصيات استبطن الوادي حتّى إذا فرغ قال : اللهم اجعله حجّا مبرورا وذنبا مغفورا. ثمّ قال : هكذا رأيت الّذي أنزل عليه سورة البقرة صنع» ؛ مسند أحمد ١ : ٤٣٠ ، مسند عبد الله بن مسعود ، بلفظ : «... حدّثني جامع بن شدّاد وقال سمعت عبد الرحمان بن يزيد قال : رأيت عبد الله استبطن الوادي فجعل الجمرة على حاجبه الأيمن واستقبل البيت ثمّ رماها بسبع حصيات يكبّر دبر كلّ حصاة ثمّ قال : هذا والّذي لا إله غيره مقام الّذي أنزلت عليه سورة البقرة» ؛ البخاري ٢ : ١٩٣ ، كتاب الحجّ ، باب رمي الجمار بسبع حصيات ؛ مسلم ٤ : ٧٨ ـ ٧٩ ، كتاب الحجّ ، باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي ؛ أبو داوود ١ : ٤٤٠ / ١٩٧٤ ، كتاب الحجّ ، باب ٧٨ ؛ الترمذي ٢ : ١٩٢ / ٩٠٢ ، أبواب الحجّ ، باب ٦٣ (كيف ترمى الجمار) بنحو ما رواه أحمد ؛ النسائي ٢ : ٤٣٩ / ٤٠٧٩ ، كتاب الحجّ ، باب المكان الّذي ترمى منه جمرة العقبة ؛ ابن ماجة ٢ : ١٠٠٨ / ٣٠٣٠ ، كتاب المناسك ، باب ٦٤ (من أين ترمى جمرة العقبة) بنحو ما رواه أحمد ؛ البيهقي ٥ : ١٢٩ ، كتاب الحجّ ، باب رمي الجمرة من بطن الوادي ؛ مسند الطيالسي : ٤٢ ، باختلاف يسير ؛ ابن كثير ١ : ٣٧ ، بمعناه مختصرا.
(٢) الدرّ ١ : ٤٦ ؛ الأوسط ٦ : ٤٧ ـ ٤٨ / ٥٧٥٥ ؛ الشعب ٢ : ٥١٩ / ٢٥٨٢ ، باب في تعظيم القرآن ، فصل : في الاستشفاء بالقرآن وفيه : «وسائر القرآن» بدل قوله : «ولا سورة النساء» ؛ ابن كثير ١ : ٣٧ ؛ مجمع الزوائد ٧ : ١٥٧ ، باب تسمية السور. وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط.