قوله تعالى : (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)
[٢ / ٦٦٦] روي عن عليّ عليهالسلام قال : يا معشر شيعتنا اتّقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا وإن لم تكونوا بالله كافرين ، فتوقّوها بتوقّي ظلم إخوانكم المؤمنين ، وإنّه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن إلّا ثقل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله ولم يفكّه منها إلّا شفاعتنا ، ولن نشفع إلى الله إلّا بعد أن نشفع له إلى أخيه المؤمن ، فإن عفا عنه شفعنا وإلّا طال في النار مكثه (١).
[٢ / ٦٦٧] وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير قال : «سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو على المنبر يقول : أنذركم النار ، أنذركم النار» حتّى سقط إحدى عطفي ردائه عن منكبيه (٢).
[٢ / ٦٦٨] وأخرج عبد الرزّاق وسعيد بن منصور والفريابي وهنّاد بن السريّ في كتاب الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصحّحه والبيهقي في «البعث والنشور» عن ابن مسعود قال : إنّ الحجارة الّتي ذكرها الله في القرآن في قوله : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) حجارة من كبريت خلقها الله عنده كيف شاء (٣).
[٢ / ٦٦٩] وقال مقاتل بن سليمان : يقول الله ـ سبحانه ـ : (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) وتلك الحجارة تحت الأرض الثانية مثل الكبريت تجعل في أعناقهم إذا اشتعلت فيها النار احترقت عامة اليوم فكان وهجها على وجوههم وذلك قوله ـ سبحانه ـ : (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ) يعني شدّة العذاب (يَوْمَ الْقِيامَةِ) ثمّ قال : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) بالتوعيد يخوّفهم الله ـ عزوجل ـ فلم يخافوا فقالوا من تكذيبهم : هذه النار وقودها الناس فما بال الحجارة (٤)؟
__________________
(١) تفسير الإمام : ٢٠٤ / ٩٣ ؛ البحار ٧٢ : ٣١٥ ـ ٣١٦ / ٣٩.
(٢) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ المصنّف ٨ : ٩٤ / ٢٠ ، كتاب ذكر النار ، باب ما ذكر فيما أعدّ لأهل النار وشدّته.
(٣) الدرّ ١ : ٩٠ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٠ ـ ٢٦١ / ٢١ ؛ الزهد ، لهنّاد ١ : ١٧٩ / ٢٦٣ ؛ الطبرى ١ : ٢٤٤ / ١ ـ ٤٢٣ و ٤٢١ ، بنحوه ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٤ / ٢٤٤ ؛ الكبير ٩ : ٢١٠ ـ ٢١١ ؛ الحاكم ٢ : ٢٦١ و ٤٩٤ ، في تفسير سورة التحريم ؛ البعث والنشور : ٢٨٦ / ٥٠٣ ، باب ما جاء في شدّة حرّ جهنّم ؛ مجمع الزوائد ٧ : ١٢٧ ، كتاب التفسير ، سورة التحريم ، قال الهيثمي : رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم ؛ ابن كثير ١ : ٦٤ ؛ مجمع البيان ١ : ١٢٨ ، بلفظ : قيل : إنّها حجارة الكبريت لأنّها أحرّ شيء إذا أحميت ، عن ابن مسعود وابن عبّاس ، وكذا : أبو الفتوح ١ : ١٦٤.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ٩٤.