وسوف نبحث عن مسألة الخلود ، في كلا شقّي المثوبة والعقوبة ، ذيل الآية ٣٩ الآتية من نفس السورة إن شاء الله.
[٢ / ٨١٠] وروى القميّ في حديث طويل عنه عليهالسلام عند قوله تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً)(١) يذكر فيه أحوال المتقين بعد دخولهم الجنّة وفيه : «ثمّ يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشّجرة فيغتسلون منها فهي عين الحياة فلا يموتون أبدا» (٢).
[٢ / ٨١١] وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عبّاس : أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (وَهُمْ فِيها خالِدُونَ؟) قال : ماكثون لا يخرجون منها أبدا. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ؛ أما سمعت قول عديّ بن زيد :
فهل من خالد إما هلكنا |
|
وهل بالموت يا للناس عار (٣) |
[٢ / ٨١٢] وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن عمر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يدخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار. ثمّ يقوم مؤذّن بينهم : يا أهل النار لا موت ، ويا أهل الجنة لا موت ، كلّ خالد فيما هو فيه» (٤).
[٢ / ٨١٣] وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يقال لأهل الجنّة : خلود ولا موت ، ولأهل النار : خلود ولا موت» (٥).
[٢ / ٨١٤] وأخرج عبد بن حميد وابن ماجة والحاكم وصحّحه وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يؤتى بالموت في هيئة كبش أملح ، فيوقف على الصراط فيقال : يا أهل الجنّة! فيطّلعون خائفين وجلين ، مخافة أن يخرجوا ممّا هم فيه ، فيقال : تعرفون هذا؟ فيقولون : نعم ، هذا
__________________
(١) مريم ١٩ : ٨٥.
(٢) القميّ ٢ : ٥٤ ، سورة مريم ، الآية ٨٥ ؛ الكافي ٨ : ٩٦ ؛ البحار ٧ : ١٧٢ / ٢ ؛ كنز الدقائق ١ : ٢٨٠.
(٣) الدرّ ١ : ١٠٢.
(٤) الدرّ ١ : ١٠٢ ؛ البخاري ٧ : ١٩٩ ، كتاب الرقاق ، باب ٥٠ ، نقلا عن ابن عمر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ مسلم ٨ : ١٥٣ ، باختلاف ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب النار يدخلها الجبّارون والجنّة يدخلها الضعفاء بلفظ : أنّ عبد الله قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يدخل الله أهل الجنّة الجنّة ....
(٥) الدرّ ١ : ١٠٢ ؛ البخاري ٧ : ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، كتاب الرقاق ، باب ٥٠.