وهكذا رواه القرطبي في مقدمة تفسيره من غير تبيين (١). لكنّه عند بيان فضل سورة البقرة ذكر أنّ الإطالة تلك المدّة كانت لأجل حفظها تفقّها ، قال : وتعلّمها عمر بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة ، وابنه عبد الله في ثماني سنين (٢).
وذكر ابن عطيّة أنّ عبد الله بن عمر تعلّمها بفقهها وجميع ما تحتوي عليه من العلوم في ثمانية أعوام قال : وفيها خمسمائة حكم ، وخمسة عشر مثلا (٣).
وهنا يبقى السؤال : هل كانت تلك المدّة أيّام حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد الهجرة أم امتدّت حتّى ما بعد الوفاة؟!
[٢ / ٦٩] وأخرج ابن سعد في طبقاته عن ميمون أنّ ابن عمر تعلّم سورة البقرة في أربع سنين (٤).
[٢ / ٧٠] وأخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سليمان بن يسار ، قال : استيقظ أبو أسيد الأنصاري ليلة وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فاتني وردي الليلة ـ وكان وردي البقرة ـ فلقد رأيت في المنام كأنّ بقرة تنطحني (٥).
[٢ / ٧١] وأخرج أبو عبيد عن محمّد بن جرير بن يزيد : أنّ أشياخ أهل المدينة حدّثوه : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قيل له : ألم تر أنّ ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال : فلعلّه قرأ سورة البقرة. فسئل ثابت ، فقال : قرأت سورة البقرة» (٦).
[٢ / ٧٢] وأخرج البيهقي في الدلائل عن عثمان بن العاص قال : استعملني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا أصغر الستة الّذين وفدوا عليه من ثقيف ، وذلك أنّي كنت قرأت سورة البقرة (٧).
__________________
(١) القرطبي ١ : ٣٩ ـ ٤٠.
(٢) المصدر : ١٥٢.
(٣) المحرّر الوجيز ١ : ٨١.
(٤) الدرّ ١ : ٥٤ ؛ الطبقات ٤ : ١٦٤.
(٥) الدرّ ١ : ٥٤ ـ ٥٥ ؛ النّوادر ١ : ٣٨٨ ، الأصل ٧٧ (في حقيقة الرؤيا) ؛ ابن عساكر ٦٥ : ١٤٤ ، باب يزيد بن حازم ، باختلاف يسير.
(٦) الدرّ ١ : ٥٢ ؛ فضائل القرآن : ٢٧ / ٩ ـ ٢ ؛ ابن كثير ١ : ٣٥. وقال : «هذا إسناد جيّد إلّا أنّ فيه إيهاما ثمّ هو مرسل».
(٧) الدرّ ١ : ٥٣ ؛ الدلائل ٥ : ٣٠٨.