العظمة وابن مردويه والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات ـ واللفظ له ـ عن أبي هريرة قال : أخذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بيدي فقال : «خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبثّ فيها الدوابّ يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل». (١)
[٢ / ٩٠٤] وعن عبد الله بن سلام أنّه قال : إنّ الله بدأ الخلق يوم الأحد فخلق الأرضين في الأحد والاثنين ، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السماوات في الخميس والجمعة وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة فخلق فيها آدم على عجل فتلك الساعة الّتي تقوم فيها الساعة (٢).
[٢ / ٩٠٥] وأخرج ابن جرير عن محمّد بن إسحاق قال : كان أوّل ما خلق الله تبارك وتعالى : النور والظلمة ، ثمّ ميّز بينهما فجعل الظلمة ليلا أسود مظلما ، وجعل النور نهارا مضيئا مبصرا ، ثمّ سمك السماوات السبع من دخان ـ يقال والله أعلم : من دخان الماء ـ حتّى استقللن ولم يحبكهنّ (٣) ، وقد أغطش في السماء الدنيا ليلها وأخرج ضحاها ، فجرى فيها الليل والنهار ، وليس فيها شمس ولا قمر ولا نجوم ، ثمّ دحى الأرض وأرساها بالجبال ، وقدّر فيها الأقوات ، وبثّ فيها ما أراد من الخلق ، ففرغ من الأرض وما قدّر فيها من أقواتها في أربعة أيّام. ثمّ استوى إلى السماء وهي دخان كما قال. فحبكهنّ ، وجعل في السماء الدنيا شمسها وقمرها ونجومها ، وأوحى في كلّ سماء أمرها ، فأكمل خلقهنّ في يومين. ففرغ من خلق السماوات والأرض في ستّة أيام ، ثمّ استوى في اليوم السابع فوق سماواته ، ثمّ قال للسماوات والأرض : (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً)(٤) لما أردت بكما ، فاطمئنا عليه طوعا
__________________
(١) الأسماء والصفات ، الجزء الأوّل : ٥٢ ؛ الدرّ ١ : ١٠٧ ؛ مسند أحمد ٢ : ٣٢٧ ؛ التاريخ الكبير ١ : ٤١٣ / ١٣١٧ ، إلى قوله : «يوم السبت» ؛ مسلم ٨ : ١٢٧ ، كتاب صفة القيامة ، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليهالسلام ؛ النسائي ٦ : ٢٩٣ / ١١٠١٠ ، كتاب التفسير ، سورة البقرة ؛ العظمة ٤ : ١٣٦٠ ـ ١٣٦١ / ٨٧٦ ، باب ٢٨ (صفة ابتداء الخلق) ؛ البيهقي ٩ : ٣ ، كتاب السير ، باب مبتدأ الخلق ؛ كنز العمّال ٦ : ١٢٧ / ١٥١٢٥.
(٢) الطبري ١ : ٢٨١ / ٤٩٨ ؛ ابن كثير ١ : ٧١ ؛ تاريخ الطبري ١ : ٣٢.
(٣) يقال : استقلّ الطائر في طيرانه : ارتفع. والحبك : الشدّ. يقال : حبكه أي شدّه ووثّقه.
(٤) فصّلت ٤١ : ١١.