جدوى. لأنّ الأفلاك في فرضيّته تسعة ، ومن ثمّ أضافوا على السماوات السبع ـ الواردة في القرآن ـ العرش والكرسي ليكتمل التسع ويحصل التطابق بين القرآن وفرضيّة أساسها الحدس والتخمين المجرّد.
وأمّا المحدثون فحاولوا التطبيق على النظرة الكوبر نيكيّة الحديثة ، حيث الشمس هي نواة منظومتها والكرات دائرة حولها ومنها الأرض مع قمرها (١).
__________________
ــ الشرق في حركة معاكسة لحركتها اليومية من الشرق إلى الغرب على أثر تحريك الفلك التاسع ، المسمّى عندهم بفلك الأفلاك أو بالفلك الأطلس ، لعدم وجود نجم فيه. وأمّا النجوم الثوابت فهي مركوزة في الفلك الثامن. فهذه تسعة أفلاك محيطة بالأرض بعضها فوق بعض.
وهكذا جاء في إنجيل برنابا من كلام المسيح عليهالسلام : أنّ السماوات تسع ، فيها السيّارات ، وتبعد إحداها عن الاخرى مسيرة خمسمائة عام.
ولمّا ترجمت فلسفة اليونان إلى العربية ، ودرسها علماء الإسلام وثقوا بأنّ الأفلاك تسعة ، وقال بعضهم : هي سبع سماوات ، والكرسي فلك الثوابت ، والعرش هو الفلك المحيط.
والغريب أنّ مثل محيي الدين ابن عربي اغترّ بهذه الغريبة وحسبها حقيقة وبنى عليها معارفه الإشراقية فيما زعم. (راجع : الفتوحات المكيّة ٣ : ٤١٦ و ٤٣٣ ، الباب ٣٧١ والفصل الثالث منه ، وكذا الفصّ الإدريسي من فصوص الحكم ١ : ٧٥). وهكذا شيخنا العلّامة بهاء الدين العاملي في كتابه تشريح الأفلاك ، وهو عجيب!
ولقد أعجبني كلام أبي الحسن علي بن عيسى الرّمّاني المعتزلي في تفسير الآية ، حيث أنكر إرادة الأفلاك البطلميوسيّة من السماوات السبع في القرآن ، محتجّا بأنّه تفسير يخالف ظاهر النصّ. راجع : التبيان ١ : ١٢٧.
(١) جاءت النظريّة على الأساس التالي :
١ ـ الشمس : نواة المنظومة.
٢ ـ نجمة فلكان : بعدها عن الشمس ١٣ مليون ميلا ، ودورها المحوري ١٨ ساعة ، ودورها حول الشمس ٢٠ يوما.
٣ ـ كوكب عطارد : بعدها ٣٥ مليون ميلا ، دورها المحوري ٢٤ ساعة و ٥ دقائق ، حول الشمس ٨٨ يوما.
٤ ـ الزهرة : بعدها ٦٦ مليون ميلا ، دورها المحوري ٢٣ ساعة و ٢٢ دقيقة ، حول الشمس ٢٢٥ يوما.
٥ ـ الأرض : بعدها ٩٣ مليون ميلا ، دورها المحوري ٢٤ ساعة ، حول الشمس ٣٦٥ يوما.
٦ ـ المرّيخ : بعدها ١٤٠ مليون ميلا ، دورها المحوري ٢٤ ساعة و ٣٨ دقيقة ، حول الشمس ٦٨٧ يوما.
٧ ـ المشتري : بعدها ٤٧٦ مليون ميلا ، دورها المحوري ١٠ ساعات حول الشمس ١٢ سنة.
٨ ـ زحل : بعدها ٨٧٦ مليون ميلا ، دورها المحوري ١٠ ساعات و ١٥ دقيقة ، حول الشمس ٢٩ سنة ونصفا.