ونضال ، وقد خاب من أخذه الكسل والفتور. (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)(١).
[٢ / ١١١٢] قال أبو إسحاق الثعلبي : قال أبيّ بن كعب : معنى «اسجدوا» أقرّوا لآدم إنّه خير وأكرم عليّ منكم ، فأقرّوا بذلك.
[٢ / ١١١٣] وروى عن عبد الله بن مسعود قال : أمرهم الله تعالى أن يأتوا بآدم ، فسجدت الملائكة وآدم لله ربّ العالمين.
قال الثعلبي : والسجود على قول عبد الله وأبيّ بمعنى الخضوع والطاعة والتذلّل ، كقول الشاعر :
بجمع تضلّ البلق في حجراته |
|
ترى الأكم فيه سجّدا للحوافر (٢) |
[٢ / ١١١٤] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (اسْجُدُوا لِآدَمَ) قال : كانت السجدة لآدم ، والطاعة لله (٣).
[٢ / ١١١٥] وأخرج عن الحسن في الآية قال : أمرهم أن يسجدوا لآدم فسجدوا له ، كرامة من الله أكرم بها آدم ، وليعلموا أنّ الله لا يخفى عليه شيء وأنّه يصنع ما أراد (٤).
[٢ / ١١١٦] وقال الشيخ في التبيان : قال قوم : إنّه أمرهم بالسجود له تكرمة وتعظيما لشأنه وهو المرويّ في تفسيرنا وأخبارنا. وهو قول قتادة وجماعة من أهل العلم. واختاره ابن الإخشيد والرمّاني (٥).
[٢ / ١١١٧] وحكى ابن الأنباري عن الفرّاء وجماعة من الأئمّة : أنّ سجود الملائكة لآدم كان تحيّة ولم يكن عبادة ، وكان ذلك سجود تعظيم وتسليم وتحيّة ، لا سجود صلاة وعبادة. وكان ذلك تحيّة الناس وتعظيم بعضهم بعضا. ولم يكن وضع الوجه على الأرض ، فلمّا جاء الإسلام أبطل ذلك بالسلام (٦).
[٢ / ١١١٨] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَإِذْ
__________________
(١) فاطر ٣٥ : ٦.
(٢) الثعلبي ١ : ١٨٠. البلق ـ بالضمّ ـ : جمع أبلق ، طائر أبلق ـ يضرب بين البياض والسواد ـ يكنّى في بلاد الشام بأبي بليق. والحجرات : النواحى. والأكم : جمع أكمة ، وهو التلّ. أي التلال خاضعة لحوافر الخيل.
(٣) الدرّ ١ : ١٢٣ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٨٤ / ٣٦٠.
(٤) ابن أبي حاتم ١ : ٨٣ / ٣٥٩ ؛ الدرّ ١ : ١٢٣.
(٥) التبيان ١ : ١٥٠ ؛ مجمع البيان ١ : ١٦١ ـ ١٦٢.
(٦) الوسيط ١ : ١٢٠.