قوائمك فتمشين جريا على وجهك ، وسيشدخ رأسك من لقيك بالحجر ؛ اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ (١).
[٢ / ١٢٦٠] وعن ابن زيد قال : وسوس الشيطان إلى حوّاء في الشجرة حتّى أتى بها إليها ، ثمّ حسّنها في عين آدم. قال : فدعاها آدم لحاجته ، قالت : لا ، إلّا أن تأتي هاهنا. فلمّا أتى قالت : لا ، إلّا أن تأكل من هذه الشجرة ، قال : فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما. قال : وذهب آدم هاربا في الجنّة ، فناداه ربّه : يا آدم أمنّي تفرّ؟ قال : لا يا ربّ ، ولكن حياء منك! قال : يا آدم أنّى أتيت؟ قال : من قبل حوّاء أي ربّ! فقال الله : فإنّ لها عليّ أن أدميها في كلّ شهر مرّة كما أدمت هذه الشجرة ، وأن أجعلها سفيهة ، فقد كنت خلقتها حليمة ، وأن أجعلها تحمل كرها وتضع كرها ، فقد كنت جعلتها تحمل يسرا وتضع يسرا.
قال ابن زيد : ولو لا البليّة الّتي أصابت حوّاء لكان نساء الدنيا لا يحضن ، ولكنّ حليمات وكنّ يحملن يسرا ويضعن يسرا (٢).
[٢ / ١٢٦١] وأخرج الدارقطني في الأفراد وابن عساكر عن عمر بن الخطّاب عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الله بعث جبريل إلى حوّاء حين دميت فنادت ربّها : جاء منّي دم لا أعرفه! فناداها : لأدمينّك وذرّيّتك ، ولأجعلنّه لك كفّارة وطهورا» (٣).
[٢ / ١٢٦٢] وأخرج ابن منيع وابن أبي الدنيا في كتاب البكاء وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصحّحه والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عبّاس قال : قال الله لآدم : يا آدم ما حملك على أن أكلت من الشجرة الّتي نهيتك عنها؟ قال : يا ربّ زيّنته لي حوّاء! قال : فإنّي عاقبتها بأن لا تحمل إلّا كرها ولا تضع إلّا كرها ، ودمّيتها في كلّ شهر مرّتين! قال : فرنّت حوّاء عند ذلك ، فقيل لها : عليك الرنّة وعلى بناتك! (٤).
__________________
(١) الطبري ١ : ٣٤٠ / ٦٢٩ ؛ تاريخ الطبري ١ : ٧٣.
(٢) الطبري ١ : ٣٣٩ / ٦٢٥ ؛ تاريخ الطبري ١ : ٧٤ ـ ٧٥.
(٣) الدرّ ١ : ١٣٢ ؛ ابن عساكر ٦٩ : ١٠٨ ، رقم ٩٣٢٨ ؛ كنز العمّال ٩ : ٤٠٨ / ٢٦٧٢٢.
(٤) الدرّ ١ : ١٣٢ ؛ كتاب الرقّة والبكاء لابن أبي الدنيا : ٩٤ / ٣١٣ ؛ العظمة ٥ : ١٥٨٣ ـ ١٥٨٤ / ١٠٤٨ ، باب ٤٥ (خلق آدم