بيده! فقال له الحوت : لئن كنت صادقا ما لي في البحر منه منجى ولا لك في البرّ! (١)
[٢ / ١٣٩٢] وأخرج الصدوق بإسناده إلى عمر بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل ممّا خلق الله الكلب؟ قال : خلقه من بزاق إبليس ، قيل : وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال : لمّا أهبط الله آدم وحوّاء إلى الأرض أهبطهما كالفرخين المرتعشين فعدا (٢) إبليس إلى السّباع وكانت قبل آدم في الأرض. فقال لها : إنّ طيرين قد وقعا من السماء لم ير الراؤون أعظم منهما ، تعالين فكليهنّ ، فتعادت السباع معه وجعل إبليس يحثّهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة ، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق. فخلق الله من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثى ، فقاما حول آدم وحوّاء الكلب بالهند والكلبة بجدّة ، فلم يتركا السباع أن يقربنهما ، ومن ذلك اليوم كان الكلب عدوّ السبع والسبع عدوّ الكلب» (٣).
[٢ / ١٣٩٣] وذكر القرطبي رواية عن وهب بن منبّه قال : لمّا هبط آدم عليهالسلام إلى الأرض قال إبليس للسّباع : إنّ هذا عدوّ لكم فأهلكوه ؛ فاجتمعوا وولّوا أمرهم إلى الكلب وقالوا : أنت أشجعنا وجعلوه رئيسا ؛ فلمّا رأى ذلك آدم تحيّر في ذلك ، فجاءه جبرئيل وقال له : امسح يدك على رأس الكلب ففعل ، فلمّا رأت السباع أنّ الكلب ألف آدم تفرّقوا. واستأمنه الكلب فأمنه آدم ، فبقي معه ومع أولاده (٤).
[٢ / ١٣٩٤] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب البكاء عن عليّ بن أبي طلحة قال : أوّل شيء أكله آدم حين أهبط إلى الأرض الكمّثرى ، وأنّه لمّا أراد أن يتغوّط أخذه من ذلك كما يأخذ المرأة عند الولادة ، فذهب شرقا وغربا لا يدري كيف يصنع! حتّى نزل إليه جبرئيل فأقعى آدم (٥) ، فخرج ذلك منه ، فلمّا وجد ريحه مكث يبكي سبعين سنة (٦).
[٢ / ١٣٩٥] وأخرج ابن عساكر عن الحسن. أنّ آدم لمّا أهبط إلى الأرض تحرّك بطنه فأخذه لذلك
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٤٢ ؛ الحلية ٤ : ٢٧٨ ، باب ٢٧٥ (سعيد بن جبير) ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٤٣ ، رقم ٥٧٨ ؛ القرطبي ١ : ٣٢٧.
(٢) أي ركض.
(٣) علل الشرائع ٢ : ٤٩٦ ـ ٤٩٧ / ١ ، باب ٢٥٠ ؛ البحار ١١ : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ / ١٠.
(٤) القرطبي ١ : ٣٢٨.
(٥) الإقعاء : الجلوس على أعقاب الرجلين.
(٦) الدرّ ١ : ١٣٨.