بقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)(١) على الغنيّ والفقير ، والفقراءهم أكثر الناس ، والأغنياء أقلّهم ، فأمر كافة الناس بالصلاة والزكاة» (٢).
[٢ / ١٥٥٣] وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) قال : فريضتان واجبتان فأدّوهما إلى الله (٣).
[٢ / ١٥٥٤] وروى الصدوق بالإسناد إلى القاسم بن الربيع الصحّاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : «أنّ علّة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء ، لأنّ الله ـ عزوجل ـ كلّف أهل الصحّة القيام بشأن أهل الزمانة من البلوى ، كما قال تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ). في أموالكم ، إخراج الزكاة ، وفي أنفسكم توطين النفس على الصبر ، مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله ـ عزوجل ـ والطمع في الزيادة ، مع ما فيه من الرأفة والرحمة لأهل الضعف ، والعطف على أهل المسكنة ، والحثّ لهم على المواساة ، وتقوية الفقراء ، والمعونة على أمر الدين ، وهي عظة لأهل الغنى وعبرة لهم ، ليستدلّوا على فقر الآخرة بهم ، وما لهم من الحثّ في ذلك على الشكر لله ـ تبارك وتعالى ـ لما خوّلهم وأعطاهم ، والدعاء والتضرّع والخوف من أن يصيروا مثلهم. في أمور كثيرة ، في أداء الزكاة والصدقات ، وصلة الأرحام واصطناع المعروف» (٤).
[٢ / ١٥٥٥] وروى العيّاشي عن إسحاق بن عمّار ، قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) ، قال : هي الفطرة الّتي افترض الله على المؤمنين» (٥).
[٢ / ١٥٥٦] وعن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : «سألته عن صدقة الفطرة
__________________
(١) هذه الآية في المزمّل ٧٣ : ٢٠ والنور ٢٤ : ٥٦ والنساء ٤ : ٧٧ والبقرة ٢ : ٨٣ و ١١٠.
(٢) مستدرك الوسائل ٧ : ١٣٩ ؛ دعائم الإسلام ١ : ٢٦٦ ، كتاب الزكاة ، ذكر زكاة الفطر ؛ البحار ٩٣ : ١٠٩ / ١٦.
(٣) الطبري ١ : ٣٦٦ / ٧٠١.
(٤) عيون الأخبار ٢ : ٩٦ ـ ٩٧ / ١ ؛ باب ٣٣ (في ذكر ما كتب به الرضا عليهالسلام إلى محمّد بن سنان في جواب مسائله في العلل.) نور الثقلين ١ : ٧٤ ؛ علل الشرائع ٢ : ٣٦٩ / ٣ ، باب ٩٠ (علّة الزكاة) ؛ الفقيه ٢ : ٨ ـ ٩ / ١٥٨٠ ، كتاب الزكاة ، باب علّة وجوب الزكاة ؛ البحار ٩٣ : ١٨ / ٣٨. والحديث ـ كما ورد في الفقيه ـ مشوّش اصلحناء على نسختي العيون والعلل.
(٥) البرهان ١ : ٢٠٥ / ٣ ؛ العيّاشي ١ : ٦٠ ـ ٦١ / ٣٢ ؛ البحار ٩٣ : ١٠٤ / ٢ ؛ الصافي ١ : ١٨٢.