بالظرفيّة ، وقد استقرّ اصطلاحهم في مقام التفسير عن المفاهيم الاسمية مثل كلمة الوعاء بذات الظرفية ، يعني يعبّرون عن الوعاء بأنّه الظرفيّة. نعم ، قد تسامحوا من ناحية ترك النسبة عند عدم التصريح بها عند تفسير كلمة (في) ولم يقولوا إنّها للنسبة.
ثمّ قال قدسسره : يكون كالمعاني الحرفية كلّ ما يكون اللحاظ فيه آليا كاحترام شخص لأجل عظمة شخص آخر ، وهكذا العكس بالنسبة إلى الإهانة للغير بالغير (١) ، فبالنتيجة المتلخّصة إنّ المستفاد ممّا أفاد قدسسره في المقام من البداية والنهاية امور متعدّدة :
منها : أنّ المفهوم الاسمي والحرفي متباينان في الكيان والحقيقة ، من دون وجه اشتراك بينهما في طبيعي المعنى من الأصل والأساس ، خلافا لصاحب الكفاية قدسسره (٢).
ومنها : أنّ المعاني الاسمية إنّما هي مفاهيم استقلالية في ذاتها بأنفسها ، والمعاني الحرفية غير استقلالية في أنفسها بحدّ ذاتها ، بل هي كما تقدّم متقوّمة بغيرها بالحدّ والهويّة بالضرورة والبداهة.
ومنها : أنّ المعاني الاسمية بتمامها مفاهيم إخطارية ، ومعاني الحروف إنّما تكون إيجادية لا غير ، بل لا يعقل أن تكون إخطارية كما التزم بذلك صاحب الكفاية قدسسره كالمفاهيم الاسمية ، كيف لا ؟ إذ لو كانت مثلها لكانت مفتقرة إلى وجود رابط في سبيل ارتباطها بغيرها فترتّب على ذلك الالتزام أن يكون في مثل قولك : زيد في الدار ، ثلاث دلالات إخطارية : كمفهوم زيد ، ومفهوم الدار ،
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ١٦ ـ ٢٥.
(٢) كفاية الاصول : ٤٢.