التفّاح في يده ، كما يمكن بإراءة التمثال والتصوير ذي الصورة ، نظير جعل التصوير في مقابل عيون طلابها بعد التماسهم منك توصيف ذي الصورة والتمثيل. ولكن لما قد عرفت بما لا مزيد عليه من أنّ غير البيان بالألفاظ المستعملة المتعارفة المتدارجة في كلّ لسان من الألسنة من أرباب اللغات في المحاورات العالمية من تلك الطرق المتقدّم ذكرها لا تكون خالية عن العسر والحرج والتعب ، بل في بعض الموارد بالنسبة إلى إحضار المعنى تكون مستحيلة ممتنعة ، لعدم إمكان انتقال السامع إلى مفهوم المحال ، كمفهوم شريك الباري بالإشارة وأمثالها خارجا ، وهكذا بالنسبة إلى بيان تفهيم المفاهيم الكلّية كمفهوم الإنسان الكلّي المنطبق على الكثيرين ، إذ ليس لمفهوم كلّي الإنسان تمثال مشخّص حتّى نأخذه بوسيلة آلة التصوير والتمثيل الموجودة في مثل هذه العصور المترقّية في أيدي المصوّرين ، ونجعلها في مقابل عين الناظر لينظر إليه ويدرك ما أراد من الوقوف على حقيقة صورة مفهوم الكلّي الإنسان ، وغير مفهوم الإنسان من المفاهيم الكلّية.
فإذن لا مناص من الإغماض وصرف النظر عنها والرجوع إلى دليل أدلّ وطريق إلى الهداية أقوم وأوسط ، والذي يكون هو الأفصح والأبلغ والأوفى في إفهام هذا المقصود بأسهل وجه يمكن ، ولأجل تلك الحكمة فإنّ الواضع الحكيم جعل جميع تلك الطرق في وعاء النسيان وذهب إلى الوضع واستخدام الألفاظ المفردة والمركّبة التي تكون هي المرآة الأتمّ والأكمل والأوفى لبيان هذا المقصد الأقصى والأعلى.
ولكن لا يذهب عليك أنّه في بعض الموارد لا نحتاج إلى التمسّك بهذه العروة الوثقى من التمسّك باستعمال الألفاظ وإطلاقها للوصول إلى هذا المقصود ؛ لإمكان كفاية ذات اللفظ لإحضاره وإفهام شخصه إلى ذهن السامع من دون