وضع المركّبات
وقد انتهى كلامنا إلى بيان توضيح وضع المركّبات علاوة على وضع المفردات في اللغة والمحاورة في الألسنة الدخيلة في تمدّن البشرية في أنظمة الحياة الاجتماعية في أقطار العالم.
فلا يخفى عليك أنّه لا ينبغي التشكيك في عدم ثبوت وإثبات وضع للمركّبات في قبال وضع المفردات وهيئاتها.
وذلك من جهة أنّ النسبة إنّما تختلف باختلاف التقديم والتأخير من حيث تماميّة الجملة ونقصانها ؛ إذ النسبة ربما تكون تامّة من تمام الجهات كجملة (زيد قائم).
واخرى ليست بتلك المثابة ، بل تحتاج في تماميّتها إلى ذكر متعلّق آخر كجملة (زيد ضارب) ، بل وتحتاج في حسن كمالها وبلاغتها من حيث المعاني والبيان إلى الاقتران بإلحاق أداة التأكيد ، وغير ذلك من الخصوصيات التي لا بدّ أن يلاحظها المتكلّم البليغ والفصيح في الكلام في مطلق الجمل المركّبة الدخيلة في بيان مقصوده عند التخاطب بلحاظ التفهيم والتفهّم بمقتضى تناسب اختلاف الموارد التي لا بدّ للمتكلّم من زيادة كلمة فيها أو إسقاطها ، من دون أن يكون أخذ هذه الزيادة فيه مضرّا بالوضع ، كما أنّ إسقاطها عن الكلام غير مضرّ بالكلام والوضع من أوّل زمان تشكيل الكلام في اللغة والوضع والمحاورة.
مع أنّه لو كان للمركّبات في قبال وضع المفردات وضعا على حدّه وممتازا