وفيه أنّه لا نرى تكرارا من إخبار المخبر بأنّ القائم هو زيد بالمراجعة إلى أهل المحاورة ، إذ لا فرق بين أن يقال : زيد قائم ، وبين أن يقال : إنّ الكتابة ثابتة لزيد.
ثمّ بعد ذلك ذكر قدسسره أيضا بأنّ الالتزام بأخذ الشيء في مفهوم المشتقّ ملازم لبروز اللغوية في الكلام ؛ إذ قول المخبر بأنّ زيدا قائم أو كاتب يتحلّل بالتحليل التأليفي إلى أنّ (زيد) شيء وذات ثبتت له الكتابة والقيام ، ومن الواضحات أنّ ذلك تكرّر ، فيكون لغوا في الكلام ، فيكون قبيحا.
وفيه أنّ هذا الاحتمال يكون أوّل الكلام بعد التسليم بعدم صحّة حمل المبدأ على الذات بأن يقال : زيد قيام ، إذا فرض عدم صحّة حمل المبدأ على زيد ، فالمخبر مخيّر في مقام الإخبار عن تلبّس زيد بالقيام بين أن يقول : زيد قائم ، أو : أنّ زيد ذات وشيء ثبت له القيام أو الكتابة ، إلى آخر المشتقّات ، من دون أن يرى أهل المحاورة والعرف والأدب لغوية أو تكرارا ، فضلا عن كونه قبيحا.
وذكر قدسسره أيضا أنّه لو كان الشيء مأخوذا في مفهوم المشتقّ يكون المشتقّ مركّبا من المبدأ والذات والنسبة ، فإذا كان المشتقّ مركّبا من هذه الأجزاء الثلاثة فيكون شبيها بالمعنى الحرفي ، فلا بدّ من أن يكون مبنيّا مع أنّه لم يقل به أحد ؛ إذ من الواضحات النحوية أنّ المشتقّ يدخله الإعراب.
وفيه أنّ الشبه كيف ما اتّفق لا يصير موجبا للبناء في المسائل النحوية ، بل الشبه بالحرف إذا كان بحسب الحقيقة ونفس الأمر يصير موجبا للبناء ، بخلاف ما نحن فيه ، إذ المشتقّ من حيث المبدأ ليس معنى حرفيّا ليكون شبيها بالحرف من حيث المعنى ، لأنّ المشتقّ بحسب الواقع والحقيقة من حيث المبدأ موضوع لمفهوم اسمي ، وإنّما الشبه نشأ من ناحية الهيئة ، وذلك السنخ من الشبه لا يصير موجبا للبناء المانع عن إعراب المشتقّ.