كذلك وهم يدورون / ٨٢ / بتلك الفرقة إلى أن يرجعوا (١) إلى المحل الذي كان منه ابتداء مسابقتهم ، ويستمرون كذلك حتى يصلوا إلى قبالة تلك العلامة ، قبالة كبير الدولة المذكورة. فمن سبق ووصل إليها أولا يقبض ستة آلاف ريال من المخزن ، ولعلها من الوظيف الذي يوخذ من الفرقة التي فيها قبة كبير الدولة. وقد وقعت المسابقة عندهم في ذلك اليوم بمحضرنا ثلاث مرات ، فحين كان يعزم أحد المتسابقين إلى تلك العلامة ، يسمع ضجيج عظيم من الفرقتين كأنهم يمدحون السابق ويسخرون ممن تأخر. وقد قيل إن مقدار ما قطعته الفرسان في جريها في المرة الثالثة هو واحد وعشرون مائة متر (٢). وكنت إذ ذاك أحاول ضبط ذلك القدر ، فرصدتهم حين الابتداء في المسابقة في المرة الثانية إلى أن وصلوا إلى العلامة ، فكان ما بين صدورهم عنها ورجوعهم إليها مقدار عشر دقائق. وذلك في المرة / ٨٣ / الثانية التي قيل فيها إنهم قطعوا في مسابقتهم اثنتين وثلاثين مائة متر. فانظر في ذلك لأنك إذا قسمت هذا العدد على ستمائة التي هي مقدار أجزاء العشر دقائق مدة مسابقتهم في هذه المرة الثانية ، كان مقدار ما ينوب الجزء الواحد من أجزاء الدقيقة الواحدة المجزءة إلى ستين جزءا هو خمسة مياتير وثلث ، وهي مقدار أحد عشر ذراعا عندنا تقريبا.
__________________
(١) في الأصل يرجعون ـ خطأ ـ.
(٢) في الهامش طرة من إنشاء نجله عبد القادر بن إدريس الجعيدي (١٨٨٠ ـ ١٨٥٨ م) حسب سجلات الحالة المدنية بسلا ، والذي حاول إصلاح ما ذكره والده من أن الخيل تقطع في الساعة الواحدة ـ ٣٣. ١٦ ميل. فسجل ما يلي :
والله أعلم. وكتبه نجله عبد القادر لطف ومتع برضاه آمين.