يمين كبير الدولة (١) وجلسنا نحن قبالتهما منحرفين عنهما يسيرا إلى جهة يمينهما ، وجلس مع الأمين المذكور عن يمينه عسكري آخر يحسن العربية ، فكان يبين لنا ما يحل أكله لنا ، ومع ذلك فما تناولنا من تلك الأطعمة العديدة إلا يسيرا من الخبز بالزبدة ، وشيئا من الأرز مطبوخا في الزبدة ، وشيئا من الحلوى معقودة على الثلج لا غير ، مع أنه حضرت أطعمة عديدة ، وأنواع / ١٠٥ / كثيرة ، وحضر على هذه المائدة ما يزيد على الأربعين من كبراء الدولة كل واحد على شليته وقدامه (٢) زيف أبيض من المكمخ يضعه على حجره وقت الأكل. وقدامه أيضا طبسيل فارغ وكأس للماء ، وجنوي وفيجكة ، وعند دفع الطعام يخرج رجال بيدهم طباسيل من المعدن كبيرة مملوءة بالطعام (٣) ، فيمرون بها على الجالسين على المائدة ، فكل واحد منهم يأخذ مما في ذلك الطبسيل بمغرفة القدر الذي يريده ، ويضعه في الطبسيل الذي قدامه ، وحين يوتى بطعام آخر ترفع تلك الطباسيل الصغيرة من بين أيديهم ، وتوضع غيرها. ويدور صاحب الطعام الثاني عليهم جميعا فيأخذون منه كما ذكر ، ثم يأتي طعام ثالث ورابع وهكذا حتى مرت ستة عشر شكلا من أنواع الطعام كما هي مبينة عندهم في
__________________
(١) إذا كانت المائدة مقتصرة على الرجال وتكريما لشخصية (ضيف شرف) يكون الجلوس حولها على الشكل التالي:
مكان الشرف على المائدة يكون في منتصف جانب المائدة على يمين الداعي ، ثم توزع الأمكنة عن يمين وعن يسار مكان الشرف بأن يرتب المدعوون في كشف حسب أسبقياتهم ويعطون أرقاما توزع على المائدة طبقا للرسم التالي : (انظر الرسم في ملحق الرسوم والصور صفحة ٥).
(٢) يكون طاقم الطعام والشراب أمام كل جالس مكونا من عدد من الأكواب مساويا لعدد المشروبات المزمع تقديمها بالإضافة إلى كوب الماء ، السكين عن يمين الطبق ، والشوكة على اليسار ، وتوضع المناديل بشكل خاص للاستعمال ، ومعلقة الشربة وطبق صغير خاص بالخبز وأطباق صغيرة أخرى بها قطع من الزبدة المثلج. (نفس المرجع السابق).
(٣) عندما يكتم الجلوس يبدأ رئيس الخدم ومساعدوه في الدخول إلى صالة الأكل بأطباق الطعام ، ومن ورائهم طاقم الخدم الذين يوزعون المشروبات التي تقدم على المائدة ، ويمر الخدم بالأطباق مرة ثانية على جميع المدعوين بالترتيب فقد يرغب أحدهم في تناول المزيد من صنف معين (نفس المرجع السابق).