سأصفه لك بحول الله. وذلك أنهم حيث يفرغون اللويز في المحل المذكور ، ليرجع للمكينة ، فترى الناعورة تدور بالمسامير الطوال ، بدورانها تحرك اللويز وتدفعه قدامها لينحدر اللويز شيئا فشيئا وكلما وصل إلى محل أضيق من الذي كان فيه ، تحركه المسامير الطوال حتى يصل إلى المحل الذي تماس فيه رؤوس المسامير الكبيرة لوحة الصندوق السفلى. فعند ذلك تكون رؤوس المسامير الطويلة مماسة كلها للوحة الصندوق ، وحيث تكون على هذه الكيفية تكون تلك المسامير الصغيرة التي بين الكبيرة وبين رؤوسها وبين / ١٣٥ / اللوحة التي ينزل عليها اللويز مصطفا كما ذكر ، مقدار حرفه في العلو. فإذا نزلت هذه الخمسة من اللويز مصطفة كما ذكر للعلة التي بينا ، تأتي لوحة أخرى من رصاص أو شبهه رقيقة كرقة اللويز ، عرضها مثل عرض خمسة من اللويز. وحرفها فيه أنصاف دوائر مثل أنصاف دوائر جرم اللويز ، فيدخل كل لويز منها في نصف دائرة من أنصاف دوائر حروفها وترفعها بلطافة إلى صنجيات صغيرات قدر اللويز ، كل واحدة ممسوكة وحدها ، وهي مصطفة فينزل كل لويز في كل صنجة ، فتقف هنيئة ، ثم تنحدر إلى أسفل ، فيتساقط منها اللويز وينزل منحجبا عنا ، وتخرج الخمسة من اللويز من مخارج ثلاثة ، كل مخرج تحته آنية ، فالآنية الوسطى لا ينزل فيها إلا المعتدل الذي صفا وزنه ، ولا زيادة فيه ولا نقصان ، ولو كان هذا المعتدل في أحد الصفين الطرفين والآنيتان الأخريان ، لا ينزل في أحدهما إلا الناقص الوزن ، ولو / ١٣٦ / كان في الجهة المقابلة للآنية التي ينزل فيها الخفيف والأخرى لا ينزل فيها إلا الخفيف ولو كان مقابلا للآنية التي ينزل فيها الناقص أو المعتدل ، وهنا تعجبت عقول الحاضرين من ذلك ، وهناك مكينتان أخريان لكن يوضع في كل واحدة منهما اللويز في جعبة على قدر دائرة جرمه ، فيخرج من أسفلها إلى صنجة واحدة ، ثم يسقط منها فينزل في إحدى الأواني الثلاث ، المعتدل في آنية وغير المعتدل في محلين (١) ، ذو ذكر أنه يطبع فيها في كل يوم ثمانمائة ألف ريال منها
__________________
(١) استدراك في طرة الصفحة أدرجته في مكانه بين نجمتين* ...*.