تزاحم الأكداش تسمع لمرورها صوتا هائلا كالبحر عند هيجانه ، أو صوت الرعد. وعند مرورنا (١) في الأكداش بينهم إذا لم تتكلم بغاية جهدك مع الجالس معك لا يسمعك نطقا ، ومع هذا كله ، فالمكلفون بتنظيف الطرق بالكنس والرش قائمون بذلك ليلا ونهارا لا يفترون ، فأصحاب الرش يركبون الطرنبات في تفجيرة مع رديف الطريق ، وهي أي الطرنبة جعبة طويلة ، بل جعبات طويلة ، وكل واحدة نحو خمسة أذرع ، ويوصل بين كل جعبتين بجعبة من الجلد. ويجعل عند الملتقى جرارتين كأنهما رجلان ، تمشي عليها الطرنبة ، والماء يخرج من فم الطرنبة فينصب على الطريق مقدار عشرة أذرع طولا وقربها عرضا ، ففي المدة القريبة تراه يرش سطحها /١٥١/ عظيما ، وإذا لقيته أكداش ينقص من طول رمي الماء ليلا يصيب منه المارين. وتجد وراء هذا الذي يرش بهذه الطرنبة رجلا آخر بيده طرنبة أخرى تابعا له يرش المواضع التي أخذت في الجفاف واليبس ، وآخرون وراءه على هذه الكيفية ، والطرق كلها هكذا. وإذا نزل المطر ـ ونزوله كثير عندهم ـ لا يبقى من مائه شيء بوسط الطرق ، لأنها محدبة فينحدر الماء إلى الرديفين يمينا ويسارا ، فيأتي أناس كل واحد بيده
__________________
(١) بهذه المناسبة دفع السفير الزبيدي لفقراء باريس عشرة آلاف فرنك فرنسي حسب ما جاء في كتاب الشكر الذي وجهته له الحكومة الفرنسية على ذلك بتاريخ : ٢٥ يونيو ١٨٧٦ م ، «لقد تفضلتم سعادتكم فأبلغتموني بواسطة الكاتب الثاني بسفارة جلالة سلطان المغرب جملة ٠٠٠ ، ١٠ فرنك برسم توزيعها على مختلف ملاجئ الإحسان في باريس ... أعرب لسعادتكم عن ممونية الحكومة مما منحتموه ...». الإتحاف ، ٢ : ٢٨٦. كما تبرع بالمبالغ التالية بباريس :
للموسيقى وأصحاب العربات الملازمة لهم |
٢٠٠٠ |
للمكلفين بخيل الهدية |
١٠٠٠ |
للخدمة والبوابة يوم ضيافة رئيس الجمهورية |
٣٠٠٠ |
لأصحاب وزير الخارجية |
٢٠٠٠ |
ولعسة العسكر وللخدمة المقابلين للسفارة بمحل النزول |
٣٠٠٠ |
ولضعفاء باريس |
١٠٠٠٠ |
المجموع : |
٠٠٠ ، ٢١ فرنك |