الخزنة الآلة التي يعرف بها مسامتة الشيء الذي يرمي بالمدفع ، وهي بنية معروفة. ثم تكلم كبير الدار مع بعض الخدمة التي فيها ، وهو ولد صغير يبلغ سنه ثلاثين سنة والله أعلم. /١٦٥/ فعمد إلى ذلك المدفع وفصله عن كريطته ، ورفعه ووضعه على كتفه ، وبقي واقفا به هنيئة ، ووضعه على كريطته ، ثم أتى معه ولد آخر في قده وجعلا كالعصا على رجل الكريطة لأنها لها رجل واحدة ، وأخذ كل واحد منهما بطرفها بيد واحدة ، وخرجا به إلى وسط الدار ، وصارا يجريان به وهما يحركانه ، فوهته وراءهما ، ولم يكن عليهما في ذلك كبير مشقة ، ثم رداه إلى محله ، ووجدنا (١) مدفعا آخر مصنوعا مثل هذا أكبر منه بنحو نصف ذراع ، فيه ثنتان وثلاثون عمارة كما في الآخر ، ووجدنا آخر فيه سبع وثلاثون عمارة ، قيل إنه يرمي في الدقيقة الواحدة ستمائة رصاصة ، وغاية البعد الذي يرمي به ثنتان وعشرون مائة متر ، وهي تنيف عندنا على ثلاث وأربعين مائة ذراع والله أعلم. وجدنا آخر أكبر من تلك المدافع ، طوله نحو ثلاثة أذرع ، وليس فيه إلا سبع عمارات ، فورمة كل واحدة قدر دور نصف الريال ، قيل إنه يرمى بمقدار خمس وثلاثين مائة متر. وسئل (٢) عن
__________________
(١) كانت الحرب الأهلية الأمريكية (٦١ ـ ١٨٦٥ م) المناسبة المثلى لاختبار وتطوير رشاش غاتلينغ.R Gailing وغيره ، مما ألحق خسائر بشرية ضخمة.
وبفرنسا سمي Mitrailleuse (عنقود أو حزمة الطلقات) استخدم في الحرب البروسية (٧٠ ـ ١٨٧١ م) ، وكما استخدمته بريطانيا ضد الثورة المهدية بأم درمان سنة ١٨٩٨ م ، حيث أثبت فاعلية كبيرة في القضاء على جماعات المشاة والخيالة السودانيين ، وكانت الحرب العالمية الأولى هي حرب الرشاشات التي حتمت اختراع الدبابة والعربة المدرعة ... (الموسوعة العسكرية ، ج ١ : ٨٥).
(٢) نقتطف من جواب الحاجب السطاني المغربي عن مكاتب الزبيدي ما يأتي : (تواصل دائم بواسطة البريد) «... وصار بالبال جميع ما سطرته في المكاتب الثلاثة واطلعنا عليها سيدنا واستوعبها سيادته قراءة وفهما ... وقد استحسن سيدنا مدفع الجر الصغير الخفيف ذا العمائر ، والذي نبهت عليه ، وقال أيده الله لا بد من بيان ثمنه ، أي المدفع الصغير الذي تحمله بغلة واحدة فتحقق لنا ثمنه وبين لنا كيفية السريجة التي يحمل عليها ، ولا بد وحينئذ يظهر لسيادته ما يحتاج لجلبه منه ، وقد كتبنا عن أمره الشريف للمحب السيد محمد بركاش ليتكلم مع نائب البلجيك في ذلك ...». ٢٦ رجب عام ١٢٩٣ ه. موس ابن أحمد لطف الله به. ابن زيدان ، الإتحاف ، ج ٢ : ٢٩١.