من معادن أجناس آخرين. ووجدنا ثلاثة بيوت معدة عندهم لحرق ذلك الفاخر ، لكننا وجدنا الخدمة في بيت واحد. وكيفية خدمته أنهم يتخذون في نصف جدار كل بيت ثمان فرج ، وينصبون في نصف عرض جدار كل فرجة سبعة بيوت النار ، أفواهها قيل إنها من حديد مستدير كشكل البيضة ، وامتد كل بيت في نصف عرض الجدار وتمام بيت النار يبنى كما ذكر من الطين الذي يثبت (١) مع النار ، أما ثلاثة بيوت منها فهي مصطفة مع طول الجدار من اليمين إلى اليسار ، وفوقها بيتان ، وآخران أسفلها ، ومجموعها في السبعة بيوت المذكورة المبنية في نصف عرض الجدار ، ونصف عرضه الآخر يجعلون فيه مثلها في البيت المتصل بهذا البيت /١٧١/ ثم يجمعون في كل بيت منها جعبة حديد أسفلها متصل ببيت النار قرب فمه ، تمتد مع علو الجدار ، حتى تنتهي إلى جعبة عظيمة مقاطعة لها ، ممتدة مع امتداد طول الجدار ، وجميع جعبات بيوت النار هكذا ، خارجة منها كما ذكر وتنتهي إلى تلك الجعة العظيمة ، فإذا أرادوا الخدمة يجعلون من الفاخر المذكور في بيوت النار وتوقد ، ويقفلون على أفواهها بألواح من حديد مماثلة لهيئة أفواهها المذكورة ، ويجعلون عليها طينا أبيض مبلولا ، يدخل عند السد بها بين الألواح وأفواه البيوت ، ليلا يخرج الدخان ، فعند ذلك يصير ذلك الفاخر يشتعل في تلك البيوت ، وله لهيب عظيم ، ودخانه يخرج من تلك الجعبات المتصلات بأفواهها ، ويصعد فيها حتى ينتهي إلى تلك الجعبة العظيمة ، وتحت كل فرجة من الفرج المذكورة سواني يجري الماء فيها بحرارة. وهو ظاهر من أسفلها قيل ليلا يذوب الحديد الذي تحته من شدة النار ، ويبقى ذلك الفاخر يشتعل في ذلك المجمار خمس سوائع ، فإذا مضت له هذه المدة يأتي رجل من الخدمة ويعد تلك اللوحة الملصقة في فم المجمار ، ويضع آخر أسفله صندوقا حديديا ، ويوخذ قضيب طويل من حديد معكوف الرأس ، ويشتغل بإخراج الفاخر المشعول من ذلك المجمار ، فيسقط في ذلك الصندوق ، فيصب عليه الماء فينطفىء فيخرجونه إلى الفضاء ، ويجمع هناك في مواضع فيباع بعد ذلك لأهل البلد ، /١٧٢/ وبه يطبخون
__________________
(١) تحاط الأفران بمواد عازلة من الطوب الحراري ، حتى لا تضيع الحرارة وتتسرب من الأفران عن طريق الإشعاع إلى الخارج. (نفس المرجع السابق).