وعند مرورنا تحت إحداهما مرّ فوقنا بابور البر. ثم انتهينا إلى قنطرة أخرى امتدت من الشاطئ إلى الشاطئ ، وليس فيها قسي ، وطولها نحو خمسين خطوة ، وانظر كيف تأتى لهم ذلك ، وفي هذا الوادي سد ببارات حديد يترك للماء فرجا يخرج (١) منها ، قيل إن العلة في ذلك ليلا يتموج الماء فتصير البابورات تضطرب فيه.
وعند نزولنا من هذا البابور ركبنا إلى دار اشتملت على اثنتي عشرة (٢) فابريكة ، يخدم فيها كل ما يحتاج إليه عندهم من آلات الحديد ، ومثل مكينات بابورات النار وبابورات البر وطرقها وآلات القراصن ، والفرقاطات التي تصنع من الحديد والمدافع وتصفية المعادن الحديد والنحاس والهند وغير ذلك من كل ما يحتاج إليه. وهذه الدار تخدم لجميع الأجناس (٣) من جميع ما يطلبون من المكينات ، وليس يوجد في بر النصارى أعظم منها ولا ما يماثلها. وطولها كما ذكر عشرون ميلا.
ومعدن الفاخر تحتها ينزل إليه الخدمة بالضوء ، كل واحد في حزامه فنار ، يقفون على مائدة ستة أناس وتلك المائدة مربعة ، في كل زاوية قنبة ككفة الميزان ، تنتهي إلى أعمدة (٤) من حديد مساوية في القدر لأرباع المائدة ، ثم يجمع بين أطراف القنانيب فوق الأعمدة وتربط في شريطة مبسوطة /١٩٣/ ملتوية على ناعورة عظيمة ،
__________________
(١) سدود صغيرة لرفع أو خفض مستوى المياه لتسهل مرور البواخر النهرية في العمق المناسب.
(٢) الأوراش الكيرى لشركة كوكريل Cockerill في سوران.
G. D. B. R. A. ler Belgique) j. de Bruxelles (.
(٣) «السيد أرمان سادوان Sadoine ، مدير الشركة استقبل الزوار المرافقين لعمدة لييج ورافقهم ابنه وعدد من المهندسين حيث زاروا الأوراش الشاسعة وآلات صقل الورق ، وصناعة خطوط السكة الحديدية والعجلات ، كما تتبعوا صناعة الصلب وتعجبوا لهذا المجمع الصناعي المتنوع الذي يعتبر أهم الوحدات لصناعة الصلب الحديثة ، وفي كل مكان كانت تعطى شروح دقيقة من طرف السادة رؤساء المصالح وتترجم بواسطةSuccie et Monge وكان كاتب السفير يأخذ نقطا لهذه الشروح ...».(نفس المرجع السابق).
(٤) رسم من إنشاء الجعيدي يوضح فكرة المصاعد والمهابط الخاصة بالمناجم (Ascenseur المصعد(أ) :
(انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ١٤).