تراب ، قطرها نحو عشرين خطوة ، أحاط بها سور من عود ، علوه يزيد على ذراع واحد ، ثم أحاطت به الشوالي متوالية الدوائر ، كل دائرة أعظم مما تحتها وأعلى منها ليمكن الاستشراف ، وبقي بعد ذلك السور والدائرة الأولى من الشوالي ، وعدد دوائر الشوالي المتصاعدة اثنتا عشرة دائرة والله أعلم ، متفاضلة في العدد كتفاضلها في الكبر ، ثم بنيت بيوت من عود محيطة بدائرة الشوالي العظمى ، كل بيت يسع أربع شوالي أو ست ، والشوالي والبيوت كلها مبطنة بتوب الموبر الأحمر ، ثم جعلت بيوت فوق تلك البيوت وأخرى فوقها ، وهكذا حتى صارت خمس طبقات من البيوت ، بعضها فوق بعض ، ثم جعلت قبة من البلار على الطبقة الفوقية ، قناطيرها رقيقة لطيفة من الحديد ، وعند دخولنا هذا الطياطروا أنزلونا ببيت متسع غاية بالطبقة الأولى قريب من محل لعبهم ، ووجدنا جل تلك البيوت والشوالي الأرضية عامرة ، على كل شيلية منها رجل وامرأة ثم جعلوا في وسط تلك الدائرة التي وسطها تراب مضربة ، حشوها بتبن والله أعلم. ونصبوا خشبة خارجة عن دائرة العود بنحو ذراع ، مرتفعة عن الأرض بنحو ذراعين ، ونصبت ألواح من عود امتدت منها إلى الأرض بنحو ثلاثين خطوة ، ثم أتى أناس نحو اثني عشر رجلا ، كل واحد منهم يجري فوق تلك الألواح ، وعند وصوله إلى الخشبة المنصوبة يقفز منها ويرتفع في الهواء ويتقلب وينزل واقفا في وسط تلك المضربة ، وهم متتابعون في الجري والانقلاب ، وتكرر عملهم هكذا ، ثم أتوا بفرسين وأوقفوهما في الأرض الترابية بين المضربة وسور العود. ثم أتوا يعدون وقفزوا فوقها متقلبين وكل واحد ينزل واقفا على المضربة ، ثم أتوا بفرس ثالث وقرن مع الآخرين ، ووقف /٢٥٧/ رجلان فوقها ، كل واحد منهما جعل إحدى رجليه على شق ظهر فرس والأخرى على شق الفرس الذي في الوسط وقبضا بيديهما على عناق الخيل كهيئة الراكع حيث يهوي إلى السجود ، ثم قفز أولائك الناس فوق الرجلين اللذين فوق الخيل ، وتقلبوا واقعين على المضربة ، ثم جاء رجل ثالث ووقف على ظهري الرجلين اللذين فوق الخيل على هيئتهم وقفزوا فوقه كذلك ، ثم نزلوا وأتى بفرسين آخرين وقرنا مع الثلاثة الأخيرة فصارت خمسة وانقلبوا فوقها كذلك ، ولم يزالوا يزيدون فرسين بعد فرسين حتى صارت تسعة من الخيل مصطفة بين المضربة وسور العود ، وانقلب كل واحد منهم عليها ونزل واقفا على المضربة ، ومنهم