أعني يوم السبت في الساعة العاشرة منه ، فعند ذلك أحضرت صناديق الهدية وفتحت وتفاوض مع الترجمان في تقديمها لدار عظيم الدولة قبل اللقاء (١) به ، فاستأذن في ذلك واستحسن هذا الرأي ، فوجهها في عشية ذلك اليوم. وفي يوم السبت الرابع من شعبان (٢) ، في الساعة السابعة ونصف من صباحه ، أخذ العسكر في التهييء للملاقاة وصاروا يأتون أفواجا أفواجا من كل طريق من الطرق التي توصل لذلك المشور خيلا ورماتا ، وكل طنبور معه أصحاب الموسيقا ويصطفون بذلك المشور صفا وراء صف حتى أخذ كل واحد وكل طنبور موضعه ، وامتدت الصفوف من باب الدار التي كنا بها إلى باب دار عظيم الدولة ، وعند وصول الساعة العاشرة أتت عربات (٣) ثلاث ، كل عربة يجرها أربعة من الخيل ومعها أربعة من العسكر لابسين ثيابهم الفاخرة ، فخرج الباشدور وركب العربة الأولى ومعه الترجمان ، وركبت مع الأمين الثانية ومعنا /٣١٤/ كبير المخازنية ، وركب المخازنية الأربعة العربة الثالثة ، لكن أذن للعساكرية الأربعة الذين يسوقون العربة التي نحن فيها بالتقدم ، فتقدمت
__________________
(١) أثناء هذا اللقاء قدم الزبيدي رسالة سلطانية لملك إيطاليا لم يشر إليها الجعيدي نصها «... أما بعد اقتضى نظرنا السديد أوفدنا إليكم حامله خديمنا الحاج محمد الزبيدي ... وقد حملناه ما يذكره لكم مشافهة نيابة عن جانبنا من المجازات بلسان الخير والثناء ... حيث عينتم سفيركم ... وأوفدتموه على حضرتنا الشريفة مبينا لما نعتقده من صفاء المحبة ... والمعتقد عندنا أن تقابلوا سفيرنا المذكور ، ومن معه بغاية الاعتناء والبرور ... وتصدقوه في جميع ما يذكره لكم ... حتى يرجع مقضى المطالب ناطقا بلسان الثناء ، فإن محبتنا مع دولتكم الفخيمة القديمة ، والمحبة تقضي التسهيل والتيسير ... ٢٨ جمادى الأولى عام ١٢٩٣ ه». (الإتحاف ، ج ٢ : ٣٠٦).
(٢) السبت ٥ شعبان يوافق ٢٦ غشت سنة ١٨٧٦ م.
(٣) «.. وبإيقاعات موسيقية ملكية دخلت عربات السفارة المغربية إلى القصر الملكي مصحوبة برجال الدرك على خيولهم بعد قطعهم الساحة الرابطة بين فندق إقامتهم Al Bergo D\'EuroPa، والقصر الملكي Palazzo Reale وكان معهم القائدBosio والكونت Sambuy ، حتى وصلوا إلى قاعةSlaone» Degli Suizzeri ـ ـ ـ.
Gazzeta Del PoPolo (Torino) بتاريخ ٢٧ غشت ١٨٧٦ م.