عظيمة (١) كأنها قصبة ، فدخلنا إلى قبة بأسفلها مرفوعة على أربع سوار عظيمة ، وفيها حياض وأنوار ومحابيق ، ثم خرجت مع الأمين إلى باب هذه القبة ، فوجدنا ولد عظيم الدولة قد أتى راكبا كرسي الكدش (٢) وبيده سوط ، وهو الذي /٣٢٠/ يزجر الخيل التي تجر الكدش الذي فيه أتى معه من أعيانهم ، فتعجبنا من سياسته ولطافته ثم دخلنا وأتى بنا إلى قبة أخرى فيها مائدة أكلهم ، فجلس كل واحد منهم على شيليته وجلسنا نحن كذلك ، وكان الطباخ (٣) قد هيأ لنا الغداء هناك ، وبعد الغداء ركبنا الأكداش وذهبنا إلى الغابة ، فوصلنا إليها فإذا هي كالأجنة والطرق ممتدة فيها طولا وعرضا ، وهي خاصة بعظيم الدولة ، ولا يصطاد أحد فيها شيئا ، وقيل هي مربعة تكسيرها خمسة وعشرون ميلا ، وعند خروجنا إليها كانوا دفعوا لكل واحد كاغدا مستديرا قدر جرم الريال ، في كل واحد حرف أو حرفان من حروف الغبار ، ليقف كل واحد في الموضع الذي فيه النمر الذي في الكاغد الذي دفع إليه ، ثم نصبوا أعمدة ممتدة مع تربيعة من تربيعات هذه الغابة ، وفي رأس كل عمود لوحة جعل فيها حرف أو حرفان من حروف الغبار ، وبين كل عمودين نحو أربعين خطوة وأقل وأكثر ، وكل واحد منهم يقف مع النمر الذي في كاغده ، فإذا وقفوا يتكلم واحد ببوق فيدخل العسكر إلى تلك التربيعة بأيديهم العصي ، ويتشغلون بضرب الأشجار
__________________
(١) طبقا لرغبة الزبيدي التي أبداها لسفير إيطاليا بلندن أقيمت حفلة للصيد البري بمنطقةStuPinigi (D.M.Smith) S.P.E.I.
StuPinigi«بناية الصيد البري التي شرع في بنائهاFiliPPe Juvarra عام ١٧٢٩ م ، وأنهاها فنانون محليون سنة ١٧٣٥ م وخصصت كمقر خاص للصيد البري للملك فيكتور اميديو الثاني ، وهي الآن متحف التحف والأثاث المنزلي. «Ammobiliamento
L\'EncicloPedia Glorier,) Milano (, vol. 18: 346.
(٢) انظر شرحه بالملحق : ٤.
(٣) «... بما أن السفير المغربي ومرافقيه لم يأكلوا أي شيء مما قدمه لهم D\'Aosta Duca من طعام ، فقد قام هذا الأخير بتجهيز طاولة بأكملها من الطعام على الطريقة المغربية التقليدية ...».
Gazzetta Del PoPolo, (Torino)، بتاريخ ٢٩ غشت سنة ١٨٧٦ م.