أو من باخرة إلى باخرة أخرى قصد تفجيرها.
ومن اهتمامات الحسن الأول كذلك معرفة كيفية صناعة الذخيرة الحربية لهذا تطرق الجعيدي لأسلوبهم التقني لصناعة الخفيف أي الرصاص والكور أي القذائف والقنابل داخل أوراش كبيرة تحوى حوالي ستة آلاف من العمال ، جعلت السلطان يقتنع بضرورة إنشاء (١) معمل صنع القرطوش بأكدال مراكش بمساعدة فرنسا أواخر عام ١٣٠٤ ه ومعمل آخر بدار السلاح بفاس قصد توفير الذخيرة الحربية بكمية كبيرة محليا ، بدل جلبها من الخارج بأثمنة مرتفعة وتنازلات سياسية. وكذلك الحال بالنسبة للمدافع التي اشتراها (٢) الزبيدي من أنجلترا نظرا لما اكتسبته من فعالية عسكرية خلال القرن ١٩ م ، بفضل المدفعية استطاع الحسن الأول أن يخرج منتصرا في كل حركات الجنوب ويركز السلطة المركزية في الأطلس والريف وإرهاب القبائل بها دون حرب ، غير أن مسطرة الشراء كانت معقدة بالإضافة إلى عدم وجود جهاز إداري مغربي مختص للقيام بهذه العمليات جعل المغرب يواجه عدة مشاكل من جراء ذلك ، لهذا تتبع الجعيدي معظم المراحل التقنية بدار صناعة المدافع (٣) فوصفها ونقل صورا حية عن عمل صناعها ، كل فئة على حدة ، وكان في وصفه دقيقا ومستقصيا وكأنه يكتب تقريرا مفصلا من أجل بناء مثيلة لها لكثرة التفاصيل التي يوردها.
__________________
(١) «الإتحاف» لابن زيدان ج ٢ : ٤٩٩.
(٢) انظر رسالة الحسن الأول ب «الجيش المغربي وتطوره في القرن ١٩ م» ، (د. د. ع برادة ثريا ، ص ٢٨١ ، كلية الآداب بالرباط). الذي قام أواخر سنة ١٨٧٦ م ، بتزويد طنجة بستة مدافع كبيرة وطلب من السفير دراموندهاي تدريب المغاربة عليها وإصلاح أبراج طنجة من طرف بعض الضباط البريطانيين إلا أن المشروع قد تأخر بسبب تماطل المهندسين البريطانيين فعوضهم المغاربة ولم يتم وضع المدافع الثقيلة فوق أبراج طنجة حتى عام ١٨٨٩ م. بعد أن كلف مالية المخزن مصاريف ثقيلة. (الإتحاف ، ج ٢ : ٤٧٤ ـ ٤٨٤ ظهائر سلطانية إلى الزبيدي كلها مؤرخة سنة ١٨٨١ م في موضوع أثمان وتكاليف المدافع الستة البريطانية الصنع).
(٣) رحلة الجعيدي ، ٣١٤ ـ ٣١٥.