مِنْ قُوَّةٍ ﴾(١) ولم يقل : مثل استعدادهم لطفا بهذه الأمة ورحمة بها ...».
من خلال هذا المجهود الذي بذلته السفارة المغربية في المجال العسكرية طبقا لتعليمات السلطان الحسن الأول تظهر لنا الآمال التي كانت تعقد من وراء هذه الرحلة السفارية.
غير أن تعدد أنواع الأسلحة ومصادرها ، كان يخلق مشكل تعدد أنواع العدة وأنواع قطع الغيار مما كان يجعل إصلاحها مشكلا صعبا ، خاصة أن الكثير منها غير صالح للاستعمال لأدنى عطب ويجعل تدريب العسكر على استعمالها صعبا.
فالإصلاحات العسكرية التي قام بها الحسن الأول طوال فترة حكمه ورغم المجهودات التي قامت بها سفارة الزبيدي وغيره لتمهد له الطريق في التعرف على المعامل الحربية بأوربا وأجود العينات ، لم تكلل مجهوداته بالنجاح المطلوب لتستجيب إلى حاجيات المغرب بقدر ما كانت فرصة للسماسرة وتجار الأسلحة والمهندسين الأجانب للإثراء السريع على حساب مالية الدولة المغربية. وبهذا تكون الإصلاحات قد فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة ، لأنها كانت نابعة ومرتبطة بمصالح الدول الأجنبية أكثر من كونها نابعة من رغبة محلية هادفة إلى إصلاح حقيقي.
الجانب العلمي والفني في الرحلة :
البحث العلمي
بحكم الثقافة العلمية التي يتميز بها الجعيدي عن باقي رفاقه في ميدان الهندسة والحساب وعلم الفلك والاستكشاف ، اهتم كثيرا بالبحث العلمي في شتى الميادين ، محاولا تسليط الضوء على أهم المنجزات العلمية التي توصل إليها الغرب ، وقد سخر لبلوغ هذه الغاية كل قدراته العقلية والمعرفية قصد الوصول إلى الهدف. (كما رأينا في الجانب العسكري) خاصة أنهم تعرفوا على الكثير من الدور العلمية والثقافية ، كحدائق الحيوان والمتاحف المتنوعة والمعارض العلمية ، وغيرها.
__________________
(١) سورة الأنفال : الآية ٦٠.