مظاهر التقدم الصناعي والمالي والفلاحي في الرحلة :
الصناعة
قامت أساسا على القوة البخارية التي تعتبر أعظم اكتشاف توصلت إليه أوربا خلال القرن ١٩ م ، والتي فتحت الباب أمام اختراعات لا حصر لها في جميع الميادين ، فقد حلت الآلات البخارية مكان الأيدي العاملة في الصناعة. وانتشرت خطوط السكة الحديدية بشكل كثيف في أوربا ، مما شجع تنقل الأشخاص والبضائع ، وساعد على تنمية الهجرة القوية ونمو المدن ، غيرت معالم العهد القديم.
الفحم الحجري
المصدر الطاقي الوحيد الذي اعتمد عليه الاقتصاد الأوربي ، لهذا خصه الجعيدي في «رحلته» بالبحث المستفيض ، فوصف لنا (١) طريقة استخراجه عبر آبار عميقة ومتعددة ينزل إليها الخدمة بالتناوب بواسطة المصاعد التي حاول رسم شكلها الخارجي بطرة الورقة ، وتهوية المناجم لاستخراج الغازات السامة ، وضخ المياه الباطنية ، وغير ذلك. وإن احتراقه ينتج عنه غاز الاستصباح الذي يخصص للطهي والإنارة ، ويولد كذلك (٢) حرارة هائلة داخل الأفران العالية لصهر الحديد وغيره.
مما لا شك فيه أن التقارير التي كانت تصل إلى الحسن الأول من الزبيدي ، قد
__________________
(١) رحلة الجعيدي ، عند زيارتهم لأوراش شركة كوكريل Kockrill المجتمعة حول مناجم الفحم عند مدينة سوران Seraing البلجيكية.
(٢) «... لم أقف على أصل الحركة الأولى التي ينشأ عنها سائر الحركات ...».
فعلق المؤرخ محمد بن علي الدكالي في الطرة «هي قوة البخار الذي نشأ من تسخين الماء الحار الشديد الغليان» لكن الجعيدي تدارك هذه الهفوة في ما بعد.