المشوقة لهذا الحدث لم يشر إليها ابن زيدان في «الإتحاف» ولا غيره ، والتي تظهر بأسلوب مرح مواقف المغاربة المشرفة والتلقائية أمام المشاكل الطارئة التي تعتريهم أثناء مهماتهم السفارية.
الرمز كتعبير ثاني
استعمل الجعيدي الرموز أحيانا في فكاهاته الأدبية ، عندما تحدث عن مقارنة لطيفة بين الجواهر الشقية والسعيدة عند حضوره حفلة شاي مختلطة بلندن ، لاحظ خلالها أن النساء الحاضرات متزينات بالجواهر السعيدة في نحورهن وعلى رؤوسهن أما الشقي منها «.. فهو كالأسير في طبقات اللظى والسعير ، يطلب لسان حاله الإنقاذ من محنه وأهواله ...» نتحسس منها بعض الرموز التي لم تفصح صاحب الرحلة عنها ، ربما يرمز لحال المرأة والمال.
من تهكماته الهزلية
أولا : على الأوربيين لكثرة ما يعرضونه من أندر الأشياء في متاحفهم أنه لما رأى صورة سيدنا آدم وحواء وصفهما في رحلته وقال لهم : «... إن من اعتنائهم بهذه الأمور أن تكون عندكم بلغة نبينا آدم فأين هي ، قالوا تركها في الجنة عند خروجه فلذلك لا توجد هنا ..».
ثانيا : وكختام لهذا الجانب بما قاله في حق السفير الزبيدي ، أنه ذات يوم كانوا يمرون بالعربات قرب رجل مسن بلجيكي (١) «... فحين رءا الباشدور المغربي قفز
__________________
(١) انظر الرحلة ، وقد اهتمت الصحف البلجيكية والإيطالية بشخصية السفير الزبيدي ووصفت ملامحه «... رجل مسن وجميل المحيا ، ذو لحية بيضاء يلبس الجلباب التقليدي والعمامة البيضاء ، وله ما يقارب الستين عاما ، وجهه مجع يتحرك كثيرا وضعيف ، عينه متقدة ، ويحمل معه على الدوام ابتسامة ...». صحيفة ابروكسيل البلجيكية. «... إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ...». الرحلة :.