لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) مهورهن (وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) من الكفار بالسبي ، كصفية وجويرية (وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ
____________________________________
ومالك ، فالمطلقة قبل الدخول إن سمي لها صداق ، فلا متعة لها ولا عدة عليها ، وإن لم يسم لها صداق بأن نكحت تفويضا ، فلا عدة عليها ولها المتعة ، إما وجوبا كما هو عند الشافعي ، أو ندبا كما هو عند مالك. قوله : (خلوا سبيلهن) أي اتركوهن. قوله : (من غير ضرار) أي بأن تمسكوهن تعنتا حتى يفتدين منكم ، أو تؤذوهن وتتكلموا في أعراضهن.
قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ) إلخ ، اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية فقيل : المعنى أن الله أحل له أن يتزوج بكل امرأة دفع مهرها إلخ ، فعلى هذا تكون الآية ناسخة للتحريم الكائن بعد التخيير المدلول عليه بقوله : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) فهذه الآية وإن كانت متقدمة في التلاوة ، فهي متأخرة في النزول عن الآية المنسوخة بها ، كآية الوفاة في البقرة ، وقيل المراد (أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) الكائنات عندك ، لأنهن اخترنك على الدنيا ، ويؤيده قول ابن عباس : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتزوج من أي النساء شاء ، وكان يشق على نسائه ، فلما نزلت هذه الآية ، وحرم عليه بها النساء إلا من سمى ، سر نساؤه بذلك ، والقول الأول أصح. قوله : (اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) بيان لما كان يفعله من مكارم الاخلاق ، وإلا فالله أحل له أن يتزوج بلا مهر.
قوله : (مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) بيان لما ملكت يمينك ، وهذا القيد خرج مخرج الغالب ، بل الملك بالشراء كذلك. قوله : (كصفية) هي بنت حيي بن أخطب من نسل هارون أخي موسى ، وتقدم أنها كانت من سبي خيبر ، أذن النبي صلىاللهعليهوسلم لدحية الكلبي في أخذ جارية فأخذها ، فقيل للنبي صلىاللهعليهوسلم أعطيته سيدة بني قريظة والنضير ، وهي لا تصلح إلا لك ، فخشي عليها الفتنة ، فأعطاه غيرها ثم أعتقها وتزوجها وبنى بها وهو راجع إلى المدينة ، وفي رواية : أنه صلىاللهعليهوسلم قال لها : هل لك فيّ؟ قالت : نعم يا رسول الله ، إني كنت أتمنى ذلك في الشرك ، وكان بعينها خضرة ، فسألها عنها فقالت : إنها كانت نائمة ، ورأس زوجها ملكهم في حجرها ، فرأت قمرا وقع في حجرها ، فلما استيقظ أخبرته فلطمها وقال : تتمنين ملك يثرب ، ماتت في رمضان سنة خمسين ودفنت في البقيع. قوله : (وجويرية) أي وهي بنت الحرث الخزاعية ، وكانت وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري ، فكاتبها فجاءت تسأل النبي صلىاللهعليهوسلم وعرفته بنفسها فقال : هل لك إلى ما هو خير من ذلك ، أودي عنك كتابتك وأتزوجك؟ فقالت : نعم ، فسمع الناس بذلك ، فأعتقوا ما بأيديهم من قومها وقالوا : أصهار رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قالت عائشة : فما رأينا امرأة كانت أعظم في قومها بركة منها ، أعتق بسببها مائة أهل بيت من بني المصطلق ، وقسم لها النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكانت بنت عشرين سنة ، وتوفيت سنة خمسين.
قوله : (وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ) أي نساء قريش المنسوبات لأبيك ، وقوله : (وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ) أي نساء بني زهرة المنسوبات لأمك ، وحكمة إفراد العم والخال دون العمة والخالة ، أن العم والخال يعمان إذا أضيفا ، لكونهما مفردين خاليين من تاء الوحدة ، والعمة والخالة لا يعمان لوجود