مقدّمة الحرام والمكروه
ولا خفاء في أنّ المقدّمات الموصلة نحو الحرام أو المكروه محكومة بحكمها من الحرمة أو الكراهة بناء على الملازمة لشهادة الوجدان على أنّ من أكره شيئا أكره مقدّماته الموصلة من دون فرق بين أن تكون الإرادة تكوينيّة أو تشريعيّة إذ البغض للمعلول يلازم بغض العلّة وهي مجموع المقدّمات الموصلة وعليه فيكون كلّ مقدّمة من المقدّمات مبغوضة بمبغوضيّة العلّة وهي مجموع المقدّمات الموصلة ولا ملاك لمبغوضيّة كلّ واحدة من المقدّمات مع قطع النظر عن سائر المقدّمات ولو كانت المقدّمة هي الجزء الأخير أو المقدّمة الأخيرة لإنّها مع قطع النظر عن غيرها لا يترتّب عليها المبغوض الأصليّ فلا وجه لتخصيص المبغوضيّة بالجزء الأخير من العلّة التامّة مع عدم انفكاكه عن سائر الأجزاء والمقدّمات إذ المجموع بما هو المجموع هو العلّة التامّة نعم لو كانت المقدّمة الأخيرة غير متلازمة مع وجود غيرها من المقدّمات اختصّت بالمبغوضيّة بعد وجودها كما لا يخفى.