ان الثانى اولى.
(ودعوى) انه حينئذ على اى شيء تحمل تلك الاخبار الكثيرة الدالة على طرح ما لا يوافق الكتاب (مدفوعة) بانها محمولة على ما تقدم فى الطائفة الاولى من الوجوه الثلاثة وهى حملها على ما ورد فى اصول الدين او على صورة التعارض او حملها على خبر غير الثقة وان ما دل منها على بطلان ما لم يوافق وكونه زخرفا محمول على الاخبار الواردة فى اصول الدين مثل بعض الاخبار الواردة فى بعض تفاصيل المحشر والميزان واوصاف اهل الجنة والنار والحور والقصور مما لم يرد كتاب وسنة قطعية فى بيانها وليس مما يخالف ضرورة الدين او المذهب او العقل فلا بد من البناء فى مرحلة الظاهر على كونها زخرفا وباطلا.
(قوله مع احتمال كون ذلك من اخبارهم الخ) هذا جواب آخر عن الطائفة الآمرة لطرح ما لا يوافق الكتاب والمشار اليه فى قوله ذلك هو الخبر الغير الموافق سواء ورد فى اصول الدين او غيره حاصله كون الحمل على البطلان وعدم الصدور مبنيا على الظاهر مع احتمال الموافقة بحسب الواقع وباطن القرآن عند الائمة عليهمالسلام وان كان ذلك مجهولا لنا وهذا بخلاف ما اذا وجدناه مخالفا للكتاب فانه يحمل على كونه باطلا بحسب الواقع.
(ولما ذكر فى هذا الجواب) كانوا يستشهدون كثيرا بآيات لا نفهم دلالتها الا بعد بيانهم كاستشهاد الامام عليهالسلام على كون المراد من الجزء فى الوصية به العشر بقوله تعالى (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) متمثلا بالجبال العشرة التى جعل على كل واحد منها جزء من الطيور الاربعة واستدلاله عليهالسلام فى صحيح البزنطى على كون المراد منه السبع بقوله تعالى (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) واستشهاده عليهالسلام على كون المراد من السهم فيها الثمن بقوله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) الآية بتقريب ان الثمانية سهام الزكاة وغير ذلك من الاستشهادات الصادرة عنهم عليهمالسلام (ولا يخفى) ان هذه