(وفيه نظر) لان روايتين منها صحيحتان وهما روايتا محمد بن مسلم والوشاء فلاحظ ورواية ابى بكر الحضرمى حسنة او موثقة نعم ثلث روايات أخر منها لا يخلو من ضعف ولا يقدح قطعا وثانيا ان الظاهر من وجوب السؤال عند عدم العلم وجوب تحصيل العلم لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبدا كما يقال فى العرف سل ان كنت جاهلا ويؤيده ان الآية واردة فى اصول الدين وعلامات النبى صلىاللهعليهوآله التى لا يؤخذ فيها بالتعبد اجماعا وثالثا لو سلم حمله على ارادة وجوب السؤال للتعبد بالجواب لا لحصول العلم منه قلنا ان المراد من اهل العلم ليس مطلق من علم ولو بسماع رواية من الامام عليهالسلام وإلّا لدل على حجية قول كل عالم بشىء ولو من طريق السمع والبصر مع انه يصح سلب هذا العنوان من مطلق من احسّ شيئا بسمعه او بصره والمتبادر من وجوب سؤال اهل العلم بناء على ارادة التعبد بجوابهم هو سؤالهم عمّا هم عالمون به ويعدّون من اهل العلم فى مثله فينحصر مدلول الآية فى التقليد ولذا تمسك به جماعة على وجوب التقليد على العامى وبما ذكرنا يندفع ما يتوهم من انا نفرض الراوى من اهل العلم فاذا وجب قبول رواية من ليس من اهل العلم بالاجماع المركب حاصل وجه الاندفاع ان سؤال اهل العلم عن الالفاظ التى سمعها من الامام عليهالسلام والتعبد بقوله فيها ليس سؤالا من اهل العلم من حيث انهم عالمون ألا ترى انه لو قال سل الفقهاء اذا لم تعلم او الاطباء لا يحتمل ان يكون قد اراد ما يشمل المسموعات والمبصرات الخارجية من قيام زيد وتكلم عمرو وغير ذلك.
(يعنى) فى ردّ بعض المشايخ الاخبار الواردة فى ان المراد من اهل الذكر هم الائمة عليهمالسلام من جهة ضعف السند نظر لان روايتين منها صحيحتان.
(الاول) رواية محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليهالسلام قال ان من عندنا يزعمون ان قول الله عزوجل (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) انهم اليهود والنصارى قال اذا يدعونكم الى دينهم قال قال اشار بيده الى صدره نحن اهل الذكر ونحن