اقوالا (احدها) ان المراد باهل الذكر اهل العلم باخبار من مضى من الامم سواء كانوا مؤمنين او كفارا وسمّى الذكر علما لان الذكر منعقد بالعلم فان الذكر هو ضد السهو.
(وثانيها) ان المراد باهل الذكر اهل الكتاب اى فاسألوا اهل التورية والانجيل ان كنتم لا تعلمون (وثالثها) ان المراد به اهل القرآن او اهل الرسول صلىاللهعليهوآله انتهى اقول ان الله تعالى قد سمى القرآن والرسول فى بعض الآيات ذكرا فراجع.
(المتخلص) من الايراد الاول ان المراد من اهل الذكر بمقتضى السياق هم اهل الكتاب وبمقتضى الاخبار المستفيضة هم ائمتنا عليهمالسلام وعلى كلا التقديرين تكون الآية اجنبية عن ايجاب العمل بخبر الواحد تعبدا (اما على الاول) فواضح ضرورة عدم كون الآية فى مقام ايجاب العمل بجواب اهل الكتاب مطلقا ولو لم يحصل العلم من جوابهم سيما بعد ورودها فى الامر الاعتقادى الذى لا يكتفى فيه بالظن وهو كون الرسل من قبل نبينا صلىاللهعليهوآله رجالا من البشر يوحى اليهم لا اشخاصا من الملائكة فان مشركى مكة على ما ذكره الطبرسى ره كانوا ينكرون ان يرسل اليهم بشر ويقترحون ارسال الملك فانزل الله تعالى الآية.
(واما على الثانى) فكذلك اذ وجوب العمل بجواب الائمة عليهمالسلام وقبول قولهم وحجية كلامهم مما لا مساس له باعتبار قول الرواة اصلا (وقوله تعالى) (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) متعلق بمحذوف اى ارسلناهم بالحجج الواضحة والزبر اى الكتب وذكر بعض المفسرين انه صفة لكلمة رجالا اى رجالا متلبسين بالبينات والزبر.