وعند الشاذ منهم مما دل العقل على اعتباره وان شئت تحقيق البحث عن مدرك الاجماع على طريقة العامة مع ما له من الجواب مشروحا فراجع الى القوانين.
(قوله بل العامة الذين هم الاصل له وهو الاصل لهم) أقول أما كونهم الاصل له فلا شبهة فى ان اختراع الاجماع ينتهى الى العامة لان الاعتناء بالاجماع من حيث انه اجماع انما صدر عنهم ولانهم يتمسكون به قبل تمسك الخاصة لابتناء مذهبهم عليه بخلاف الخاصة ولانهم يتمسكون به فى الامامة التى هى من اصول العقائد عندنا
(واما كون الاجماع) اصلا لهم فلما ذكرنا من ابتناء مذهبهم عليه فانهم يثبتون خلافة الخليفة باجماع المسلمين عليه لانكار اكثرهم النص على الخلافة وانما اعتمد غالبهم على الاجماع الذى ادّعوه وليت شعرى كيف انعقد الاجماع من اهل الحل والعقد مع مخالفة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليهالسلام وغيره أعنى سلمان وأبا ذر والمقداد وغيرهم مع ما ورد فى الروايات ان الانصار قالوا منا أمير ومنكم أمير (اللهم اجعلنا من المتمسكين بولاية على بن أبى طالب واولاده صلوات الله عليهم أجمعين والراسخين فى محبتهم ونجنا من احوال الفزع الاكبر بشفاعتهم بحقك وبحقهم أجمعين يا أرحم الراحمين).
(وأما عند الخاصة) فلا يكون الاجماع بما هو هو حجة لا شرعا ولا عقلا وانما هو حجة من جهة حكايته رأى الامام عليهالسلام أما تضمنا أو التزاما عقلا او عادة على ما ستعرف تفصيل الكل ان شاء الله تعالى وقد مرت الاشارة اليه فى أول مبحث الاجماع اجمالا فكيف كان ان الاجماع داخل فى السنة عند الخاصة وجعله دليلا رابعا انما هو من جهة متابعة اهل السنة.
(قال السيدان قدسسرهما) على ما حكى بعد ان التزما بكونه ليس دليلا آخر وراء السنة بانا لسنا بادين فى ذلك اى فى جعله دليلا رابعا حتى يلزمنا ارتكاب اللغو وانما بدأه مخالفونا فعرضوه علينا فرأيناه حجة عندنا لا للعلة التى اعتمدوا عليها بل لكونه مشتملا ومتضمنا لقول المعصوم عليهالسلام فارتضيناه وقلنا بحجيته فنحن متفقون