ـ يعني المسامحة ـ جارية في وضع الجزء الصوري للنسبة بين الشيئين أيضا ، فكلّ ما يعدّ في العرف هذه النسبة فهو المراد بالإضافة من غير تغيير في حقيقة المضاف والمضاف إليه ، فإنّ الموضوع له للماهيّة الإضافيّة النسبة العرفيّة الحاصلة بين الحقيقتين ، فالتقبيل الحقيقي لزيد الحقيقي يحصل بجزء منه عرفا ، لا بمعنى أنّ زيدا الواقع في هذا التركيب يراد منه جزؤه عرفا ، بل بمعنى أنّ النسبة العرفيّة التي هي الجزء الصوري تحصل بذلك ، ولم يعلم للجزء الصوري معنى غير هذا لغة ولم يعلم للهيئة معنى آخر سوى المصداق العرفي ، ولا يختصّ ذلك بالتركيب الإضافي بل كذلك الإسنادي والتوصيفي ، نحو زيد مضروب ، وهذا الثور أسود إذا كان فيه نقطة بيضاء والقصيدة العجميّة إذا كانت فيها ألفاظ عربيّة (١). انتهى ما أردنا نقله بأدنى تفاوت.
فما أفاده [ غير ](٢) بعيد ، إلاّ أنّه لا حاجة إلى اعتبار المسامحة في النسبة ، كما يظهر من قياسها على ما يقع من التسامح في طرفيها ؛ مضافا إلى ما يظهر منه : أنّ المعنى العرفي يغاير المعنى الحقيقي ، وليس كذلك ، بل المعنى محفوظ على الوجهين ، إلاّ أنّ التسامح في دعوى العرف صدق المعنى الحقيقي على ما ينزّلونه (٣) منزلة الواقع. وعليك بإمعان النظر في كلامه لعلّك تطّلع على ما لم نطّلع عليه ، وهو الموفّق المسدّد الهادي.
__________________
(١) عوائد الأيّام : ٥٠٥.
(٢) لم يرد في ( ش ) و ( ع ) والمطبوع.
(٣) العبارة في ( ش ) : « على ما يراد أنّه منزلة الواقع ».