ومن ذلك أيضا الأخبار الدالّة على عدم جواز خلوّ الزمان عن حجّة ليعرّفهم ما يصلحهم وما يفسدهم (١).
والجواب : أنّ « وجوب نصب الإمام للمستقلاّت العقليّة » أوّل الكلام ، والسيّد المرتضى (٢) والطبرسي (٣) ينكرانه ، بل وجماعة وافرة من العلماء أيضا (٤).
ومن ذلك قوله : « كلّ شيء مطلق » (٥).
وجوابه عدم نهوضه في المستقلاّت العقليّة كما مرّ.
ومن ذلك ما رواه الكليني عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام : « بني الإسلام على خمسة ـ إلى أن قال ـ : أما إنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ، فيكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان على الله حقّ في ثوابه » (٦) ووجه الدلالة ظاهر بعد عدّ التصدّق في عداد ما ذكر ، فإنّه من قبيل الإحسان الذي هو (٧) من المستقلاّت العقليّة.
والجواب : أنّ ذلك (٨) مبنيّ على الحثّ والمبالغة في معرفة وليّ الله ، ولا دلالة له على عدم حجّية المدركات العقليّة. وأمّا التصدّق فبقرينة الحجّ
__________________
(١) انظر الكافي ١ : ١٧٨ ، باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة.
(٢) انظر الذريعة ٢ : ٨٢٤ و ٧٠٠ ـ ٧٠١.
(٣) انظر مجمع البيان ٣ : ٤٠٤ ذيل الآية الشريفة ، (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً).
(٤) انظر العدّة ٢ : ٧٤١ ـ ٧٤٦ ، ومناهج الأحكام : ١٤٦.
(٥) الوسائل ٤ : ٩١٧ ، الباب ١٩ من أبواب القنوت ، الحديث ٣.
(٦) الكافي ٢ : ١٩ ، الحديث ٥.
(٧) لم ترد عبارة « من قبيل الإحسان الذي هو » في ( ط ).
(٨) في ( ش ) : « عن ذلك ».