والصوم والصلاة محمول على الواجب منه كالزكاة الواجبة (١) ، وإلاّ فليس مطلق التصدّق ممّا بني عليه الإسلام.
ويمكن أن يقال : إنّ غاية ما يستفاد من الحديث عدم الثواب إلاّ بعد دلالة ولي الله ، ويمكن الالتزام بذلك حتّى في الواجبات العقليّة ، كما يراه بعضهم من عدم استقلال العقل في لزوم الثواب في الأشياء الحسنة وإن كان يستقلّ في قبح الأشياء القبيحة ولزوم العذاب على تقديرها ، لكنّ الإنصاف فساد هذا الجواب ، كما يشعر بذلك اتّفاق المتكلّمين على خلافه (٢).
واستند الفاضل التوني أيضا (٣) : بأنّ أصحابنا والمعتزلة قالوا : بأنّ التكليف ممّا يستقلّ به العقل لطف ، والعقاب بدون اللطف قبيح ، فلا يجوز العقاب على ما لا يرد به نصّ من الشارع وإن كان قد حكم به العقل.
وأجاب المحقّق القمي (٤) ـ تبعا للسيّد الكاظمي (٥) ـ بمنع وجوب كلّ لطف استنادا إلى أنّ كثيرا من الألطاف مندوبة ، لوضوح أنّ التكاليف المندوبة أيضا لطف في المندوبات العقليّة أو مؤكّدة للواجبات العقليّة. وربّما يقال (٦) : باستشعارهم ذلك من كلام المحقّق الثاني في باب النيّة (٧).
__________________
(١) لم يرد « الواجبة » في ( ش ).
(٢) لم ترد فقرة « ويمكن أن يقال ... إلى هنا » في ( ش ).
(٣) الوافية : ١٧٣.
(٤) القوانين ٢ : ٨.
(٥) الوافي في شرح الوافية ( المخطوط ) ، أوائل بحث الأدلة العقلية ذيل قول الماتن ، الثالث : ما عليه الأصحاب والمعتزلة.
(٦) انظر الفصول : ٣٤٥.
(٧) جامع المقاصد ١ : ٢٠٢.