فليغتسل من غد (١) ليقض الصلاة ، وإن لم (٢) يستيقظ ولم يعلم بانكساف القمر فليس عليه إلا القضاء بغير غسل » (٣).
وأنت خبير بأن هذه الأخبار كلّها ظواهر يمكن حملها على الاستحباب بمعونة فهم الأصحاب ، مضافا إلى ما عرفت من العمومات وما حكي من الإجماع ، فهو موهون بذهاب الأكثر إلى خلافه ومخالفة ناقله فيه. ومجرّد الاحتياط لا يقوم حجة في مقابلة الأصل.
ثمّ إنه على القول بالوجوب لا بدّ من تقديم الغسل على الصلاة كما هو قضية الفائتة ، واستفادة ذلك من الأخبار لا يخلو عن تأمل ؛ لانتفاء ما يدلّ منها على الترتيب إلا أن يقال بدلالة الواو عليه أو يكتفى بالترتيب في الذكر.
وهل يتوقّف عليه صحة الصلاة أو أنه واجب مستقل؟ وجهان. وكأنّ ظاهرهم البناء على التوقف. والحديث (٤) يضعف بأن الظاهر عدم توقف الطهارة على ذلك ، وحينئذ فتوقف (٥) الصلاة على غير الطهور بعيد جدا مخالف لغير واحد من الإطلاقات.
وعلى القول بالاستحباب فالظاهر أيضا تقدّمه على الصلاة ؛ أخذا بما عرفت. مضافا إلى اعتضاده بالفتوى وسهولة الخطب في أمر المندوبات.
ثم إنّ وجوب الغسل المذكور أو استحبابه منوط باحتراق القرص وتعمّد الترك ، فلا غسل مع انتفائهما أو أحدهما في ظاهر كلام المعظم.
وعن الحلي نفي الخلاف عن سقوط الغسل مع انتفاء أحد الامرين.
وعن ظاهر السيد ومنتهى المطلب وتذكرة الفقهاء والمختلف وكشف الرموز وكشف الالتباس وغاية المرام نفي الخلاف في اشتراط الغسل بهما.
__________________
(١) زيادة في ( د ) : « و ».
(٢) لم ترد في ( ب ) : « لم يستيقظ ».
(٣) تهذيب الأحكام ١ / ١١٧.
(٤) لم ترد في ( ب ) : « الحديث ... وحينئذ » ، وفي ( د ) : « وحينئذ » بدل « الحديث ».
(٥) في ( ألف ) : « فيتوقف ».