نعم ، مال إليه جماعة من المتأخرين منهم صاحب المدارك (١) قال : لو لا الإجماع على وجوب مسح الجبيرة لأمكن القول بالاستحباب ، والاكتفاء بغسل ما حولها.
والوجه فيه إطلاق الصحيح حيث قال عليهالسلام بعد حكمه بغسل ما ليس عليه الجبائر : « وتدع ما سوى ذلك ممّا لا تستطيع غسله ولا نزع الجبائر ولا يعيب بجراحته » (٢).
وروى في الفقيه مرسلا.
وكذا في الفقيه عن الصادق عليهالسلام : « في الجبائر إنّه يغسل ما حولها » (٣).
ويحتمل ذلك أن يكون اشارة إلى هذه الصحيحة.
وأنت خبير بأنّ ذلك لا يقاوم النصوص المستفيضة الحاكية بمسح الجبائر ونحوها ؛ إذ غاية ما نقضه الصحيحة سقوط غسلها ، ولا دلالة فيها على انتفاء المسح إلّا من جهة عدم الذكر ، فلا يقاوم ما دلّ بصريحه عليه.
مضافا إلى اعتضاده بعمل الأصحاب ، بل وإجماعهم ، فاحتمال الاكتفاء بغسل ما حولها مع قطع النظر عن الإجماع ضعيف أيضا كاحتمال حمل مسح الجبائر على الغسل الخفيف كما ذكره في النهاية ؛ إذ لا داعي إليه سوى (٤) إعطاء الجبيرة حكم محلها ، وهو ممّا لا يقوم حجّة ليصحّ الخروج به عن ظواهر النصوص مع مخالفته لفهم الأصحاب.
ثمّ إنّه لا فرق في الحكم بين الجبيرة وغيرها كالخرقة الّتي يتعصّب بها الجرح أو الخيوط ، وكذا الدواء الموضوع عليه ، وقد ورد غير واحد منها في النصوص.
وهل يجب تحفيفها متى أمكن ليقلّ الفصل بين اليد والممسوح؟ وجهان أحوطهما ذلك.
وظاهر الإطلاقات حيث لم يصرّح فيها به عدمه.
ويجب استيعابها لقيامها مقام غسل محلّها الّذي يجب استيعابه ، وتوقّف اليقين بالفراغ
__________________
(١) مدارك الأحكام ١ / ٢٣٨.
(٢) الكافي ٣ / ٣٢ ، باب الجبائر والقروح والجراحات ، ح ١ وفيه : « ولا ينزع الجبائر ولا يعبث بجراحته ».
(٣) من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٧ ، باب حد الوضوء وترتيبه وثوابه ، ح ٩٤.
(٤) زيادة : « سوى » من ( ب ).