ومثله في ( الكافي ) بسند آخر عن زرارة ، قال : مات ابن لأبي جعفر .. حتى قال ـ : « أما إنّه لم يكن يصلّى على مثل هذا وكان ابن ثلاث سنين » .. حتى قال عليهالسلام ـ : « ولكن الناس صنعوا شيئاً ونحن نصنع مثله » (١).
وما في ( الكافي ) بسنده إلى عَنْبَسَة عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إيّاكم وذكر عليّ وفاطمة ، فإنّ الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ وفاطمة » (٢).
وما فيه أيضاً ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، حيث قال : « اتّقوا على دينكم ، واحجبوه بالتقيّة ، فإنّه لا إيمان لمن لا تقيّة له ، وإنّما أنتم في الناس كالنحل في الطير ، لو أنّ الطير يعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلّا أكلته ، ولو أنّ الناس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبّونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم » (٣).
ومثله ما قال الصدوق رحمهالله : صلّى أبو جعفر على ابن له صبي صغير إلى أنْ قال ـ : ثمّ قال عليهالسلام : « لولا أنّ الناس » (٤) .. إلى آخره.
ومختلج في الخاطر الفاتر عمل رسالة في هذا العنوان الظاهر ، أجمعُ فيها ما أقف عليه من أخبار الأطاهر ، وأشفع كلّ حديث بما يحتاج عليه من البيان ، والله الموفّق وعليه التكلان.
الخامس : سلّمنا لكم قصر كلامهم على السماع ، ولكنّه غير كافٍ في المطلق ؛ لجواز سهوهم في السماع وخطئهم في فهم المراد من المسموع ، كما هو مشاهد في كثير من المواضع.
وأُجيب بوجوه :
الأوّل : أنّ قولهم : ( قصر كلامهم على السماع ولكنه غير كافٍ في المطلق ؛ لجواز سهوهم ). إلى آخره ، مردودٌ ؛ لأنّ هذا الاحتمال إذا وزن بإصابتهم لا يعادله ،
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٠٧ ٢٠٨ / ٤ ، الوسائل ٣ : ٩٥ ٩٦ ، أبواب صلاة الجنازة ، ب ١٣ ، ح ٣.
(٢) الكافي ٨ : ١٤٠ ١٤١ / ١٥٦ ، الوسائل ١٦ : ٢٣٨ ، أبواب الأمر والنهي ، ب ٣٣ ، ح ٢.
(٣) الكافي ٢ : ٢١٨ / ٥ ، الوسائل ١٦ : ٢٠٥ ، أبواب الأمر والنهي ، ب ٢٤ ، ح ٨.
(٤) الفقيه ١ : ١٠٥ / ٤٨٧.