عن العترة النبويّة.
والاجتهاد بهذا المعنى هو المعبَّر عنه بالدراية في الخبر المتقدّم عن الصادق عليهالسلام ، وفي قوله عليهالسلام أيضاً : « اعرفوا منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم ، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للرواية يعلو المؤمن إلى أقصى [ درجات (١) ] الإيمان » (٢) ، وبالوعاية أيضاً في الخبر المرويّ في روضة ( الكافي ) عن علي عليهالسلام في بعض خطبه ، حيث قال عليهالسلام : « فاعقلوا الخبر إذا سمعتموهُ عقل وعائه لا عقل رواية ، فإنّ رواة الحديث كثير ووعاته قليل » (٣) ، وبالرعاية أيضاً في خبر سعد الخير المتقدّم.
وممّا يدلّ على تسويغه اشتمال الكتاب والسنّة على الخاصّ والعامّ ، والمطلق والمقيّد ، والمجمل والمبيّن ، والمحكم والمتشابه ، والحقيقة والمجاز ، والأمر والنهي ، واشتمال السنّة بخصوصها على الخبر الصحيح والضعيف ، وقلّ أنْ يسلم من المعارض ، فيحتاج إلى الجمع والترجيح ، وجاز أنْ يكون له لوازم بيّنةٌ أو غيرها ، وأفرادٌ واضحة الفرديّة وغيرها.
والعمل بذلك متوقّف على النظر في هذه الأشياء ومعرفة المراد منها ، فيتوقّف على معرفتها ؛ لتصدق الدراية والوعاية والرعاية لقبح فهم مجرّد الرواية من غير تعدٍّ إلى ما تقدّم ذكره ، والله العالم وإليه المرجع والغاية.
تنبيه :
اعلم أنّ المأمور بالرجوع إليه والأخذ عنه هو المشار إليه في أخبار الأطهار والمنصوص عليه في تلك الآثار بضمّ بعضها إلى بعض ، ففي المقبولة بعد قول الراوي : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة ، أيحلّ ذلك؟ قال : « مَنْ تحاكم إليهم في حقّ
__________________
(١) في المخطوط : « درجة » ، وما أثبتناه من المصدر.
(٢) معاني الأخبار : ١ / ٢ ، البحار ٢ : ١٨٤ / ٤. باختلاف.
(٣) الكافي ٨ : ٣٢٠ / ٥٨٦. باختلاف.