أو باطل فإنّما تحاكم إلى الجبت (١) والطاغوت .. » إلى آخر ما قاله عليهالسلام.
قال : قلت : فكيف يصنعان؟ قال : « ينظران مَنْ كان منكم قد روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا ، فليرضوا به حكماً ، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنّما استخفّ بحكم الله ، وعلينا ردّ ، والرادّ علينا الرادّ على الله ، وهو على حدّ الشرك بالله » (٢).
وفي صحيح أبي خديجة عنه عليهالسلام : « إيّاكم أنْ يحاكم بعضكم بعضاً إلى أهل الجور ، ولكن انظروا إلى رجل منكم ، يعلم شيئاً من قضايانا ، فاجعلوه بينكم حكماً ، فإنّي قد جعلته قاضياً ، فتحاكموا إليه » (٣).
وروى أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام رأى عبد الرحمن بن دأب صاحب أبي موسى الأشعري وقد اجتمع الناس عليه في المسجد، فقال له:« أتعرف الناسخ من المنسوخ؟». قال:لا.قال:«هلكت وأهلكت»، ثمّ أخذ اذنه وفتلها،وقال :« لا تقضِ في مساجدنا بعد ».
وفي ( مصباح الشريعة ) أنّه عليهالسلام قال لبعض القضاة : « هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ ». فقال : لا. فقال عليهالسلام : « فهل أشرفت على مراد الله في أمثال القرآن؟ ». قال : لا. قال عليهالسلام : « إذاً هلكت وأهلكت ، والمفتي محتاجٌ إلى [ معرفة (٤) ] معاني القرآن وحقائق السنن ، وبواطن الإشارات ، والآيات والإجماع والاختلاف ، والاطّلاع على أُصول ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه ، ثمّ حسن الاختيار ، ثمّ العمل الصالح ، ثمّ الحكمة ، ثمّ التقوى (٥).
وفي خبر آخر من ( مصباح الشريعة ) : « لا تحلّ الفتيا لمَنْ لا [ يصطفي (٦) ] من الله بصفاء سرِّه ، وإخلاص عمله وعلانيته ، أو برهان من ربّه على كلّ حال » (٧).
وفي حديث آخر منه أيضاً : « لا تحلّ الفتيا في الحلال والحرام إلّا لمَنْ كان أتبع [ الخلق ]
__________________
(١) لم يرد في المصدر : « الجبت ».
(٢) الكافي ١ : ٦٧ / ١٠ ، التهذيب ٦ : ٣٠٢ / ٨٤٥ ، الوسائل ٢٧ : ١٣٦ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١١ ، ح ١.
(٣) الفقيه ٣ : ٢ / ١ ، وفيه : « قاضياً » بدل « حكماً » ، الوسائل ٢٧ : ١٣ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١ ، ح ٥.
(٤) من المصدر. (٥) مصباح الشريعة : ١٧.
(٦) في المخطوط : « يستغني » ، وما أثبتناه من المصدر.
(٧) مصباح الشريعة : ١٦. وفيه : « و » بدل « أو ».