من أهل زمانه وناحيته بالنبيّ صلىاللهعليهوآله » (١).
وروى أيضاً أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال لقاضٍ : « هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ ». قال : لا. فقال : « هل تعرف مراد الله من أمثال القرآن؟ » قال : لا. قال : « إذاً هلكت وأهلكت ».
وفي التوقيع المشهور ، بل المجمع عليه بيننا : « وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم ، وأنّا حجّة الله عليهم » (٢).
وفي تفسير الإمام عن الصادق عليهالسلام في حديث طويل ، قال عليهالسلام : « وأمّا مَنْ كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوامّ أنْ يقلّدوه » (٣).
وفي ( العيون ) عن الرضا عليهالسلام بأسانيد عديدة ، قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهمّ ارحم خلفائي ثلاث مرّات. فقيل : يا رسول الله ، مَنْ خلفاؤك؟. فقال : الذين يأتون من بعدي ، يروون [ أحاديثي (٤) ] وسنّتي فيعلّمونها الناس من بعدي » (٥).
فهذه الأخبار [ تدلّ على (٦) ] أنّ مَنْ تضمّن ما تضمّنته من الأوصاف هو المأذون من قبلهم بالإفتاء وهو المسمّى في هذا العصر : بالمجتهد ، والفقيه ، والبصير ، والآخذ عنه هو : المستفتي ، والمقلِّد ، والمتفقّه ، والمستبصر. إلّا إنّ العلماء قد ذكروا له شروطاً أُخر ولعدم النصّ عليها اختلفوا فيها كمّاً وكيفيّةً.
فبعضهم شرط فيه أنْ يكون عالماً بثمانية علوم وهي : النحو ، والصرف ، واللغة ، وأُصول الفقه ، والرجال ، والتفسير ، والحديث ، والفقه. وأنْ يكون عالماً بمواضع الخلاف والإجماع ؛ لئلّا يُفتي بخلاف المجمع عليه ؛ ولأنّ بالنحو يعرف معاني المركّبات.
وبالصرف يعرف تغيير المعاني بتغيير المباني ، كالمصدر وغيره.
__________________
(١) مصباح الشريعة : ١٧. وفيه : « الحق » بدل : « الخلق ».
(٢) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٤٨٤ / ٤ ، الاحتجاج ٢ : ٥٤٣ / ٣٤٤ ، الوسائل ٢٧ : ١٤٠ ، أبواب صفات القاضي ، ب ١١ ، ح ٩.
(٣) التفسير المنسوب للإمام العسكري عليهالسلام : ٣٠٠ / ١٤٣.
(٤) في المخطوط : « حديثي » ، وما أثبتناه من المصدر.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٣٧ / ٩٤.
(٦) سقط في أصل المخطوط ، وما أثبتناه للسياق.