والكمال ، وما ذا بعد الحقّ إلّا الضلال.
وأما قوله : إنّه لم يعلم ل ( إنْ ) إلّا الأربعة المعاني المذكورة في ( المغني ) وغيره.
ففيه : أنّ ( إنْ ) الوصليّة أصلها الشرطيّة ، إلّا إنّها انسلخت عن معنى الشرط وجُعلَتْ لمجرّد الوصل والربط ، كما مرّ مراراً في تحرير الجواب. وأمّا معنى الوصل فلا أظنّه يخفى على مثل السائل ، فضلاً عن أنْ يسمّى مثله بالجاهل والغافل ؛ كيف وقد صرّح به غيرُ واحدٍ من المحقّقين الأفاضل من الأواخر والأوائل ، كسَعْد التفتازاني في شرحي ( تلخيص المفتاح ) ، والسيّد عبد الله بن السيّد نور الدين بن السيّد نعمة الله ، ومجتهد العصر الشيخ مرتضى الأنصاري ، وبعض المحشّين على ( المعالم ).
قال التفتازاني في ( المطوّل ) ما لفظه : ( قد تستعمل ( إنْ ) في غير الاستقبال قياساً ، إذا كان الشرط لفظ ( كان ) نحو ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ) (١) ، أي وإنْ كنتم في شكٍّ كما مرّ ، وكذا إذا جيء بها في مقام التأكيد مع واو الحال لمجرّد الوصل والربط ، ولا يذكر حينئذٍ لها جزاء نحو : ( زيدٌ وإنْ كثر ماله بخيل ) و ( عمروٌ وإنْ اعطي جاهاً لئيم ) (٢).
وقال في ( المختصر ) : ( وقد تستعمل ( إنْ ) في غير الاستقبال قياساً مطرداً مع كان نحو ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ) ، كما مرّ ، وكذا إذا جيء بها في مقام التأكيد بعد واو الحال لمجرّد الوصل والربط دون الشرط نحو : ( زيدٌ وإنْ كثُر مالُه بخيل ) ، و ( عمروٌ وإنْ اعطي جاهاً لئيم ) (٣). انتهى.
وقال السيّد عبد الله في ( أجوبة المسائل الجبليّة ) في معنى قوله صلىاللهعليهوآله : « اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة » (٤) بعد أنْ نقل عن بعض المحقّقين : إنّ أداة الشرط ليست لقصد التعليق والاشتراط ، بل لتحقيق ما يفيده الكلام السابق ما لفظه : ( وعلى هذا السرّ يدور ما في ( لو ) و ( إنْ ) الوصليّتين من المبالغة والتأكيد ) انتهى.
وقال الشيخ مرتضى في كتاب المعاملات في حكم المعاطاة بعدَ نقل عبارة
__________________
(١) البقرة : ٢٣.
(٢) المطوّل : ١٦٢ ١٦٣.
(٣) مختصر المعاني : ٩٢.
(٤) غوالي اللئالئ ١ : ٣٦٧ / ٦٥ ، صحيح مسلم ٢ : ٥٨٣ / ٦٨.