المؤمنين ، واستقرّت جمرتها إلى يوم المآل ، لم يكن حينئذٍ لجسمه الشريف قبر يواريه إلّا قلوب الآل والمؤمنين الأبدال ، فصحّ حينئذٍ أنْ يقال : « وفي قلوب مَن والاه قبره » بلا إشكال.
واعلم أنّ هذا المعنى لا يختصّ بالمؤمنين ، ولهذا أبكى رزؤه مَنْ كان له من المعاندين وبإمامته من الكافرين (١). وذكر المؤمنين إمّا هو للشرف والفضيلة لا لأجل الاختصاص ، أو لأنّ إعمال غيرهم ليس بها اعتداد ؛ لما هي عليه من الفساد ، كما قال تعالى ( وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) (٢) ، كما ورد عن الأئمّة الأمجاد (٣).
هذا ما سنح بالبال ، وسمح به الحال على مزيد الاستعجال وكثرة الاشتغال.
حرّره الأقلّ الجاني أحمد بن صالح البحراني ، بالليلة الثالثة من شهر ربيع الأوّل من السنة ١٢٩٨.
وقد تمّ هذا التحرير بقلم الأقلّ الجاني الفاني ابنه محمّد صالح ، عفى عنه وعن والديه وعن المؤمنين ، آمين. سلخ ربيع الأوّل من السنة ١٣١٨.
__________________
(١) استشهاد الحسين ( الطبرسي ) : ١٤٣.
(٢) الفرقان : ٢٣.
(٣) بصائر الدرجات : ٤٢٦ / ١٥.