الإجماع الغير الثابت السبيل ؛ لعدم مستنده الوارد عن معدن الوحي والتنزيل ، كما اعترف به بعض العلماء البهاليل (١) ، والمشروط عدم عند عدم شرطه بلا قال وقيل.
الرابع : ورود الأخبار المعتبرة بإدخال الكتب في الحبوة ، كصحيح رِبْعِي الذي رواه المحمّدون الثلاثة في كتبهم الأربعة (٢) من غير تعرّض له بردٍّ ولا تأويل ، فيدلّ على عملهم بظاهره ، كما لا يخفى على ذي تحصيل.
وكموثّق أبي بصير الذي رواه شيخ الطائفة رحمهالله في ( التهذيب ) ، و ( الاستبصار ) معنوناً فيه بباب ما يختصّ به الولد الأكبر إذا كان ذكراً ـ :
عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « كم من إنسان له حقّ لا يعلم به »؟ قلت : وما ذاك أصلحك الله؟ قال : « إنّ صاحِبَي الجدار كان لهما كنزٌ تحته لا يعلمان به ، أما إنّه لم [ يكن (٣) ] بذهب ولا فضة » قلت : فما كان؟ قال : « كان علماً » قلتُ : فأيّهما أحقّ به؟ قال : « الكبير ، كذلك نقول نحن » (٤).
ولا يخفى ما فيه من الصراحة على تمام المطلوب على مَنْ كان من ذوي الأفهام والقلوب ، فإنّ وجه المسبِّب لاختصاص الأكبر به أنّما كان لاشتماله على العلم ، إذ لا قائل باختصاصه بما عدا المذكورات ، وهو عين المطلوب.
ومثله ما رواه في ( التهذيب ) موثّقاً عن عليّ بن أسباط ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : سمعناه وذكر كنز اليتيمين ، قال : « كان لوحاً من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم ، لَا إلهَ إلّا الله محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عجبتُ لمَنْ أيقنَ بالموت كيف يفرح؟ ، وعجبتُ لمَنْ أيقنَ بالقدر كيف يحزن؟ ، وعجبتُ لمَنْ رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركنُ إليها؟ ، وينبغي لمَنْ عقل عن الله أن لا يستبطئ برزقه ولا يتّهمه في قضائه » ، فقال له حسين بن أسباط : فإلى مَنْ صار ، إلى
__________________
(١) هو الشهيد الثاني في المسالك [ ٣٢٦ ، حجرية ] ، ورسالة الحبوة [ ٢٢٢ ٢٢٣ ، حجرية ] ، واقتفاه بعض مَنْ تأخّر عنه [ مجمع الفائدة والبرهان ١١ : ٣٨٤ ، مفتاح الكرامة ٨ : ١٣٥ ]. « منه قدّس سره ».
(٢) انظر : الكافي ٧ : ٨٦ / ٤ ، الفقيه ٤ : ٢٥١ / ١ ، التهذيب ٩ : ٢٧٦ / ٩٩٧ ، الاستبصار ٤ : ١٤٤ / ٥٤١.
(٣) في المخطوط : ( يكتب ) ، وما أثبتناه من المصدر.
(٤) التهذيب ٩ : ٢٧٦ / ١٠٠٠ ، الاستبصار ٤ : ١٤٤ / ٥٤٣.