نصب العداوة لشيعتنا وهو يعلم أنهم شيعتنا (١).
وعلى هذا التفسير وهو الحق ، فجل المخالفين بل كلهم داخلون في أهل النصب.
وقريب منه صحيحة ابن أذينة عنه عليهالسلام قال : ما تروي هذه الناصية؟ فقلت : جعلت فداك في ما ذا؟ فقال : في آذانهم وركوعهم وسجودهم ، فقلت : انهم يقولون : ان أبي بن كعب رآه في النوم.
فقال : كذبوا فان دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم الحديث وطوله (٢).
وفيه دلالة على أن من لم يقل بإمامتهم عليهمالسلام من الفرق كلها فهو ناصب ، لانه لا يخلو من نصب عداوة لواحد منهم عليهمالسلام ، حيث اعتقد فيه أنه ليست له مرتبة الإمامة وفرض الطاعة.
إذا تقرر هذا فنقول : في صحيحة ابن سنان عن الصادق عليهالسلام قال : سألته عن الناصب الذي عرف نصبه وعداوته هل يزوجه المؤمن وهو قادر على رده؟ قال : لا يتزوج المؤمن الناصبية ، ولا يتزوج الناصب المؤمنة. كذا في الكافي (٣).
وفيه إيماء إلى أنه لا يشترط في المنع من الناصب إعلانه بالعداوة ، بل متى عرف منه البغض وان كان بعنوان نصبه له اماما باطلا ، فهو ناصبي وان لم يعلن ، ولم يظهر ذلك منه ، وإطلاق الناصب على من نصب اماما باطلا ، وهو مطلق المخالف في الاخبار شائع.
منها : صحيحة وهب بن عبد ربه عن الصادق عليهالسلام أيحج الرجل عن الناصب
__________________
(١) معاني الأخبار ص ٣٦٥.
(٢) فروع الكافي ٣ / ٤٨٢ ، ح ١.
(٣) فروع الكافي ٥ / ٣٤٩ ، ح ٨.