وان كانت البلية شديدة والرزية عظيمة ، لانه من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون.
ولذلك كان سيدنا أمير المؤمنين عليهالسلام يشد ميزره في الليلة التي ضرب فيها ، وكان يقول :
اشدد حيازيمك للموت |
|
فان الموت لاقيكا |
ولا تجزع من الموت |
|
إذا حل بواديكا (١) |
ومنها : أنه مطابق لما في التهذيب في باب تلقين المحتضرين من صحيحة إسماعيل بن جابر ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام حين مات ابنه إسماعيل الأكبر ، فجعل يقبله وهو ميت.
فقلت : جعلت فداك أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت ، ومن مسه فعليه الغسل.
فقال : أما بحرارته فلا بأس ، إنما ذاك إذا برد (٢).
وما في الفقيه قال الصادق عليهالسلام : لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجى أن يكشف عن وجهه ، فقبلت جبهته وذقنه ونحره ، ثم أمرت به فغطى.
ثم قلت : اكشفوا عنه فقبلت جبهته أيضا وذقنه ونحره ، ثم أمرتهم فغطوه ثم أمرت به فغسل ، ثم دخلت عليه وقد كفن.
فقلت : اكشفوا عن وجهه ، فقبلت جبهته وذقنه ونحره وعوذته ، ثم قلت : أدرجوه ، فقيل له : بأي شيء عوذته ، فقال : بالقرآن (٣).
__________________
(١) ديوان الامام على عليهالسلام ص ٧٢.
(٢) تهذيب الاحكام ١ / ٤٢٩ ، ح ١١.
(٣) من لا يحضره الفقيه ١ / ١٦١.