وربما ضم : وتطلق الحلية على الصفة أيضا. وانما جعلها حلية أهل النار ، لأن الحديد زي بعض الكفار وهم أهل النار. وقيل : انما كره لاجل نتنه وزهو كته ، وقال في خاتم الشبه : ربح الأصنام ، لأن الأصنام كانت تتخذ من الشبه (١) انتهى كلامه.
ثم قال عليهالسلام : وجعل الله الحديد في الدنيا زينة الجن والشياطين ، فحرم على الرجل المسلم أن يلبسه في الصلاة ، الا أن يكون في قتال عدو فلا بأس به.
قال قلت : فالرجل في السفر يكون معه السكين في خفه لا يستغني عنه ، أو في سراويله مشدود ، أو المفتاح يخشى ان وضعه ضاع ، أو يكون في وسط المنطقة من حديد.
قال : لا بأس بالسكين والمنطقة للمسافر أو في وقت الضرورة ، وكذلك المفتاح إذا خاف الضيعة والنسيان ، ولا بأس بالسيف وكل آلة السلاح في الحرب ، وفي غير ذلك لا تجوز الصلاة في شيء من الحديد ، فانه نجس مسوخ (٢).
والظاهر أن هذا محمول على الكراهة ، والمراد بالنجاسة هنا الاستخباث وكراهة استصحابه في الصلاة كما ذكره في المعتبر لانه ليس بنجس باجماع الطوائف ، وكيف يكون نجسا وقد قال الله تعالى في معرض الامتنان « وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ » (٣) ولا منة في انزال النجس.
ولذلك قال بعض متأخري أصحابنا بعد شرح قوله عليهالسلام « ما طهر الله يدا
__________________
(١) نهاية ابن الأثير ١ / ٤٣٥.
(٢) التهذيب ٢ / ٢٢٧.
(٣) سورة الحديد : ٢٥.