قلت : ما معنى قولك : « يلتقي الجمعان؟ » قال : « يجمع الله فيها ما أراد الله من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه ». قلت : وما معنى : يمضيه في ليلة ثلاث وعشرين؟ قال : « إنّه يفرّق في ليلة إحدى وعشرين ، ويكون له فيه البداء ، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى » (١). انتهى كلام السيّد.
قلت : [ جواباته (٢) ] كلّها قدسسره مشتركة في الضعف ، وظواهر النصوص تردّها خصوصاً الأوّل والأخير ، ولعلّ وجه الجمع أن قسمتها في ليلة نصف شعبان بحسب مقام الولاية المطلقة التي حمل لواءها الوليّ والخليفة وهي باطن باطن الرسالة ، وقسمتها في ليلة القدر بحسب مقام الرسالة ، والأول سابق في قوس البدء ، لاحق في قوس العود ، وهما متلازمان ؛ لأنّ الولاية من لوازم الرسالة المساوية كما أنّها نفسها باعتبار آخر فعلي نفس الرسول.
ولذا كانت ليلة نصف شعبان ليلة مولد خاتم الأئمّة ، ويدلّ عليه ما رواه ابن طاوس : بسنده إلى أبي جعفر الطوسيّ : فيما رواه بسنده عن أبي يحيى : عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : سئل الباقر عليهالسلام : عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال : « هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله » الحديث.
إلى أن قال عليهالسلام : « وإنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا صلىاللهعليهوآله » (٣) الحديث.
وورد أن فيها تعرض أعمال العباد في الحول ، وذلك لينطبق البدء على العود. ولا ينافي هذا ما ثبت نصّاً (٤) وعقلاً وإجماعاً أن الملائكة تنزّل بالروح على إمام الزمان بجميع ما يحدث في السنة ليلة القدر ، فإنّ الأئمّة ورثة رسول الله صلىاللهعليهوآله : ، فهم في ليلة النصف من شعبان يتلقّون ذلك منه صلىاللهعليهوآله في مقام الولاية ، وليلة القدر يتلقّونه منه من مقام الرسالة.
__________________
(١) الإقبال بالأعمال الحسنة ١ : ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٢) في المخطوط : ( جوابا ).
(٣) الإقبال بالأعمال الحسنة ٣ : ٣١٥.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ : ٢٩٥ ، ٤٦٦.